أفاد وزير التجارة وترقية الصادرات، كمال رزيق، اليوم الأربعاء، بالجزائر العاصمة، أنه تم إبرام العديد من اتفاقيات الشراكة بين متعاملين اقتصاديين جزائريين ونظرائهم الأمريكيين، مبرزا أن الاتفاقيات تخص عدة قطاعات ذات الاولوية أبرزها الفلاحة والاستصلاح والصناعة.
وأوضح الوزير، في ندوة صحفية مشتركة مع سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر، إليزابيت مور أوبين، نظمت على هامش فعاليات الدورة ال 53 لمعرض الجزائر الدولي، أنه تم، اليوم الأربعاء، إبرام العديد من الاتفاقيات بين متعاملين جزائريين ونظرائهم الأمريكيين، سيتم تنفيذها في الميدان، في عدة قطاعات ذات الأولوية.
ومن أبرز القطاعات الفلاحة والاستصلاح والصناعة والسكك الحديدية والتي "تعطي أهمية قصوى للاستثمارات التي تحقق الأمن الغذائي وتم في هذا الجانب التوقيع على إنشاء المشروع الجزائري-الأمريكي المشترك لإنتاج الأعلاف الحيوانية، بين "أغرو- بلوس الجزائر" وشركة "أغري الدولية أل.أل.سي" الأمريكية لإنتاج الأعلاف الفلاحية على مساحة 3.300 هكتار في ولاية المنيعة باستخدام مناهج أمريكية مجربة وتقنيات متقدمة في زراعة وتسميد وحصاد وتخزين الحبوب وتصنيع الأعلاف الحيوانية، حيث يهدف المشروع إلى التقليل من واردات الحبوب ومنتجات الأعلاف.
الصحة والمياه
كما تم التوقيع على شراكة بين مجمع "سواكري" الجزائري وشبكة الخدمات الصحية العالمية "جي.أيش.أس.أن" الأمريكية، لإنجاز مشروع صحي في مفتاح (البليدة) يتكون من مستشفى ومدرسة شبه طبية، حيث سيوفر هذا المشروع على الجزائر، تكاليف التحويلات الطبية إلى الخارج
من جهة أخرى وقعت الشركة الجزائرية ذات المسؤولية المحدودة" سيكامد" وشركة "كانوبيس" الأمريكية لإقامة مشروع باعتماد تقنية
"يو.في.سي-الليد" لتطهير المياه بالأشعة فوق البنفسجية و للرعاية الصحية على مستوى المرافق السكنية والتجارية.
من جهة أخرى، تم توقيع اتفاق شراكة بين الشركة الجزائرية "ايريس الصناعية" وشركة أمريكية لتأسيس مشروع مشترك لإنشاء شركة جزائرية- أمريكية "أم. سي.هال ايريس للطاقة" في مجال الطاقة الشمسية وحلول الطاقة الهجينة، والاختبارات والاستشارات.
وفي هذا الصدد، أكد السيد رزيق أن "كل أنواع الاستثمارات مرحب بها في الجزائر، لكن توجد أولوية في الاستثمارات تم تحديدها، خاصة فيما يتعلق بالاستثمارات التي من شأنها خلق مناصب شغل وتحقيق الأمن الغذائي للبلاد".
و أضاف السيد رزيق قائلا "إن مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية كضيف شرف هذه الطبعة، لدليل قوي على استعداد البلدين للعمل سويا لتعزير الشراكة الثنائية وتطوير التعاون في مجالات عديدة وفق مبدأ رابح-رابح".
و في رده على سؤال يتعلق بإنشاء خط جوي مباشر بين الجزائر ونيويورك، أفاد السيد رزيق، أن "القرار اتخذ من طرف السيد رئيس الجمهورية لتجسيده قبل نهاية السنة الجارية"، مشيرا أن السلطات الجزائرية وسلطات الولايات المتحدة الأمريكية تعملان حاليا على تنفيذ هذا القرار.
الشركات الامريكية حريصة على الاستثمار بالسوق الجزائرية
من جهتها أكدت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر اطلاع بلدها "التام" بالأولويات المحددة من طرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، حيث أشارت إلى أنه "تم العمل خلال المعرض على استقطاب الشركات الناشطة في المجال الفلاحي والعتاد الفلاحي والحبوب"
و أضافت السيدة أوبين أن "العلاقات الثنائية التي تربطنا (الجزائر وأمريكا) جد قوية ونريد أن نعززها في المجال الاقتصادي وفي مجال ترقية تعليم اللغة الانجليزية بالجزائر".
و أفادت السفيرة أن بلدها سيساهم في تحقيق رؤية رئيس الجمهورية لسنة 2022 كسنة اقتصادية من خلال جملة من الاتفاقيات والاعلانات.
و لدى تطرقها إلى مخرجات الجولة السابعة من محادثات اتفاقية إطار للتجارة والاستثمار الجزائرية-الأمريكية، أكدت السفيرة ، "التوافق بين البلدين حول مسألة تصدير المزيد من المنتجات الزراعية الجزائرية إلى الولايات المتحدة الأمريكية"، مبرزة أن "الوصول إلى الأسواق الأمريكية عملية صارمة ودقيقة، لكن الفوائد المحتملة هائلة بمجرد اكتمال هذه العملية".
و حسب السيدة أوبين تعتبر الجزائر "واحدة من أكبر الأسواق الاقتصادية وأكثرها أهمية في المنطقة وبوابة إلى منطقتي المغرب العربي والساحل وتتميز بشباب ذو رصيد تعليمي جيد، متعدد اللغات، ويعمل بجد"، وهو ما يجعل من الشركات الأمريكية، حسبها، "حريصة" على القيام باستثمارات ودخول السوق الجزائرية في كل القطاعات.
كما شجعت السيدة أوبين الشركات الجزائرية على زيارة الجناح الأمريكي المتضمن قرابة 40 شركة أمريكية في مجالات المنتجات الاستهلاكية والطيران والدفاع والطاقة الكهربائية والفلاحة والرعاية الصحية والتكنولوجيا المتطورة والمحروقات