أكد وزير الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة الصحراوية، حمادة سلمى الداف، انه منذ انقلاب سانشيز بشكل انفرادي على قرارات الشرعية الدولية وتراجعه عن موقف اسبانيا التقليدي الداعم لحق تقرير مصير الشعب الصحراوي، "لم يعد الشخص المعول عليه"، داعيا الحزب الاشتراكي، الذي ينتمي اليه رئيس الحكومة الاسبانية، الى "تدارك الوضع المعقد" الذي وضعه فيه هذا الاخير.
و أمام حالة التصدع التي تشهدها الساحة السياسية الاسبانية منذ انقلاب سانشيز بشكل انفرادي على قرارات الشرعية الدولية وتراجعه عن موقف اسبانيا التقليدي الداعم لحق تقرير مصير الشعب الصحراوي، أكد وزير الاعلام الصحراوي أن سانشيز "لم يعد الشخص المعول عليه"، و لا سيما بعدما أكد تقرير لجهاز المخابرات الاسباني نشرته جريدة "الباييس" أن اسبانيا أو على الاقل حكومتها الحالية "فقدت هيبتها داخليا و خارجيا بسبب تغييرها لموقفها من القضية الصحراوية نتيجة الابتزاز المغربي لها".
و اعتبر حمادة سلمى الداف أن قرار الجزائر تعليق العمل بمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون مع اسبانيا، نابع من سياستها الخارجية المبنية على احترام مبادئ الشرعية الدولية وعوامل أخرى أعطتها قوة ومكانة اقليمية يتعين وضعها في الحسبان.
وفي قراءة للرد الجزائري على الانقلاب الاسباني على الشرعية الدولية اثر التغيير المفاجئ لموقف رئيس حكومتها بيدرو سانشيز ازاء النزاع في الصحراء الغربية، قال الوزير الصحراوي في حوار مع موقع "الجزائر الآن" اليوم الأربعاء ان "السياسة الخارجية للجزائر المبنية على احترام مبادئ الشرعية الدولية وقيم ثورة أول نوفمبر الثابتة، المدعومة باستقلالية القرار السياسي الرافض للتدخل في الشؤون الداخلية للبلد (...) عوامل تعطي للجزائر قوتها ومكانتها الإقليمية التي يجب أن توضع في الحسبان".
ولهذا، يضيف، فإن "الموقف الجزائري كان منسجما ومتفقا مع بنود الاتفاقية التي وقعتها المملكة الإسبانية كأساس للتعاون وحسن الجوار وتعليقها جاء كأساس لإخلال إسبانيا كأحد الأطراف بما اتفق عليه وتم توقيعه" في 8 أكتوبر 2002.
و تابع المتحدث أن الجزائر "برهنت بمواقفها الرائدة، خدمة لمنطقتنا المغاربية، أنها في مستوى التطورات الدولية والإقليمية المتسارعة".
على صعيد آخر، شدد الناطق باسم الحكومة الصحراوية على أن استعانة المغرب بالكيان الصهيوني لحسم احتلاله للصحراء الغربية عبر مواصلة سياسة التضليل و المغالطات الجاهزة عن طريق الترسانة الاعلامية المغربية التي تعززت بقناة صهيونية، "يتطلب منا تعزيز استراتيجيتنا الاعلامية لإيصال رسالة الشعب الصحراوي إلى أبعد حدود ممكنة بالاعتماد على عدالة قضيته وقوة حجتها".
وقال الوزير الصحراوي ان "الإعلام المغربي بعدما فقد مصداقيته نتيجة لغياب المهنية والمصداقية والاعتماد على الكذب والتضليل والمغالطات الجاهزة، ها هو يسوق نفس الأضاليل والترهات من خلال قناة صهيونية موجهة للمواطن العربي و المواطن المغربي بالدرجة الأولى"، في اشارة الى فتح الكيان الصهيوني مكتبين اعلاميين لقناة صهيونية في كل من الرباط و الدار البيضاء في اطار تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين نظام المخزن و الكيان الصهيوني.
و اضاف أن المغرب منذ أن هرول نحو التطبيع القديم الجديد مع الكيان الصهيوني، "كانت القضايا الجوهرية في هذه العلاقة هي التعاون العسكري والأمني بالدرجة الأولى والإعلامي الثقافي بالدرجة الثانية"، منبها الى أن "ذلك يعني أن مسألة الحسم العسكري لتوجه شعوب المنطقة يخطط لها أن تفرض بالقوة".