السفير طالب عمر: الطفل الصحراوي يتعرض لشتى أنواع السياسات الاستعمارية

طفل صحراوي
16/06/2022 - 10:36

قال سفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لدى الجزائر، عبد القادر طالب عمر، إن الطفل الصحراوي في الأراضي المحتلة "لازال يتجرع يوميا كل أشكال الانتهاكات من قبل الاحتلال المغربي الذي فرض عليه ظروفا مزرية حرمته من أبسط حقوقه في الحياة الكريمة كغيره من أطفال دول العالم".

وأبرز طالب عمر في كلمة بـ "منتدى الذاكرة" الأربعاء، أن إحياء يوم الطفل الإفريقي بالنسبة للشعب الصحراوي «يعود في ظروف صعبة إثر العودة إلى الكفاح المسلح، حيث لا يزال طفل الصحراء الغربية يفتقر إلى أدنى شروط الحياة الكريمة ويتحمل أعباء ومعاناة مستعمر، تفوق براءته المتعطشة للحياة".

وقال السفير إن "الطفل في الصحراء الغربية يبقى مصيره مربوطا بمصير شعبه الذي لازال يرزح تحت نير الاستعمار المغربي ولازال يعاني من اللجوء وسياسة الفصل والترهيب من خلال اتباع استراتيجية تستهدف كل الأجيال لاسيما الأطفال منهم الذين يعيشون في وضعية جد خطيرة".

وأضاف أن الطفل الصحراوي "يتعرض لشتى أنواع السياسات الاستعمارية التي تستهدف تربيته وتكوينه التعليمي وحتى أخلاقه من خلال محاولات المحتل نشر المخدرات في أوساط الشباب والسهر على طمس هويته بحشو أدمغة من أسعفهم الحظ في ولوج مقاعد الدراسة بمعلومات مغلوطة ومزورة عن تاريخ بلدهم وتعريض فئة أخرى منهم إلى الاعتقال والزج بمن سوّلت له نفسه التفوه بحقه في الاستقلال أو حتى التغني بنشيد وطنه، في غياهب السجون".

وعلى الرغم من كل هذه الممارسات اللاإنسانية والتي لا تمت للقوانين الإنسانية بصلة، يبقى الطفل في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية -حسب ما أكده السفير طالب عمر-متمسكا بهويته وأخلاقه، لا سيما بحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.

وعرج السفير الصحراوي في مداخلته أيضا على أوضاع الاطفال الصحراويين في مخيمات اللاجئين، حيث أكد انه "على الرغم من ظروف اللجوء، إلا أن الإدارة الصحراوية وبمساعدة السلطات الجزائرية تمكنت من التكفل بهم من خلال ضمان لهم الحق في التعليم والرعاية الصحية".

أما القائم بأعمال سفارة جنوب إفريقيا لدى الجمهورية الصحراوية، سيلو باتريك  رانغوميس، فأكد أنه على "الرغم من ان القوانين الدولية والانسانية تضمن لأطفال  العالم الحق في التعليم والرعاية الصحية، غير ان واقع الطفل الصحراوي، سواء في  مخيمات اللجوء او بالأراضي المحتلة، لا يعكس بأي حال من الاحوال ذلك"، وهو ما  يستدعي -كما اضاف- "مطالبة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والانسانية بضمان  حق الشعب الصحراوي، على رأسهم الاطفال، في ممارسة أبسط حقوقه في التعليم  والصحة، في انتظار تنظيم استفتاء تقرير المصير".

وأضاف الدبلوماسي الجنوب-إفريقي، الذي أجري مؤخرا زيارة لمخيمات اللاجئين الصحراويين، أنه من "الضروري اليوم الشروع في تغييرات عملية ميدانية في المخيمات او الاراضي المحتلة من خلال إيلاء عناية خاصة بالتربية والتعليم، باعتبارهما الرهان الاكبر لضمان مستقبل الاجيال الصاعدة".

وكانت المناسبة فرصة جدد من خلالها ممثل جنوب إفريقيا التأكيد على "ضرورة تمكين شعب الصحراء الغربية من حقه في الاستقلال، وفقا لما نصت عليه مواثيق الأمم المتحدة ذات الصلة".

وأبرز من جهته استاذ التاريخ بجامعة الجزائر، محمد لحسن زغيدي أن الطفل في  الصحراء الغربية "يفتقد لكل مقومات الحرية، ويجد المقاومة تلازمه في كل مراحل حياته. لينتقل من المقاومة لافتكاك حقه في التعليم ونيل الشهادة إلى الانتقال إلى صفوف النضال والكفاح لنيل حقه في الاستقلال".