كشف السعيد العياشي رئيس اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي بأن الجزائر دأبت منذ الاستقلال على استقبال اللاجئين من دول الجوار المغاربي والإفريقي منذ سبعينيات القرن الماضي و لا تزال تنهض بهذا الواجب الإنساني في إطار مبادئ الأخوة وحسن الجوار .
و قال العياشي خلال مشاركته ضمن برنامج "ضيف الأخبار" للقناة الثانية الناطقة بالأمازيغية إن موجات اللاجئين كانت تصل الجزائر لأسباب اقتصادية و مرتبطة بالجفاف و المجاعة مثلما حدث مع اللاجئين القادمين من دولتي النيجر و مالي و قد وجد هؤلاء كل أشكال الدعم و التضامن من مؤسسات و أجهزة الدولة الجزائرية المكلفة بالرعاية الاجتماعية و التضامن .
و بخصوص اللاجئين الصحراويين ، قال ضيف الإذاعة إن الجزائر استضافتهم وفقا لمبدأ الأخوة و الجوار بعد إقدام نظام المخزن المغربي عام 1975 على غزو أراضي الصحراء الغربية بجيش تعداده مائة ألف جندي و الاستيلاء على ممتلكاتهم و أراضيهم و بيوتهم من قبل المستوطنين الذين جلبهم المستعمر المغربي.
و أوضح رئيس اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي بأن الجزائر قامت باستقبال هؤلاء اللاجئين على أراضيها لأسباب إنسانية وعملا بمبدأ الإخوة وحسن الجوار وسمحت لهم بالإقامة بولاية تندوف ضمن معسكرات قامت الدولة الجزائرية بتجهيزها لفائدة هؤلاء الصحراويين ووفرت لهم ظروف المعيشة الكريمة.
الأمم المتحدة و قضية اللاجئين الصحراويين
قال السعيد العياشي إن منظمة الأمم المتحدة اعترفت باللاجئين الصحراويين عام 1982 ومنحتهم لأول مرة الصفة القانونية بوصفهم "لاجئين" وذلك وفقا للأطر القانونية المعمول بها من قبل المنتظم الأممي ، وأضاف قائلا " حينها شرعت منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة اليونيسيف في تقديم يد العون والمساعدة للاجئين الصحراويين " .
و عن دور الجزائر في رعاية اللاجئين الصحراويين ، قال ضيف الإذاعة إن الجزائر تقدم مساعدات ملموسة للشعب الصحراوي بحكم رابطة الأخوة ، وأوضح قائلا " الجزائر فتحت منذ السنة الأولى للغزو المغربي لأراضي الصحراء الغربية المدارس والجامعات والمستشفيات أمام الإخوة الصحراويين، كما فتحت أيضا أبواب مؤسساتها الإدارية أمام الإخوة الصحراوين من أجل التكوين في مجالي الإدارة و التسيير لإدارة شؤون المخيمات و إقامة نواة الدولة الصحراوية" ، و تابع يقول " نفخر اليوم بأن المخيمات الصحراوية هي الأفضل في العالم من حيث الإدارة و التنظيم و بشهادات موثقة وتقارير صادرة عن منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين."
المساعدات الغذائية و أكاذيب المخزن
أكد العياشي بأنه لا صحة للأنباء التي يروجها نظام المخزن عن حرف المساعدات الأممية المخصصة للصحراويين عن أهدفها ،و قال في هذا المجال " كل ما يصدر حول هذا الأمر مجرد أكاذيب باطلة و كل التقارير الأممية تتحدث عن نسبة لا تتجاوز 02 بالمائة من حجم هذه المساعدات القادمة إليهم من دول العالم ( أكثر من 80 دولة تعترف حاليا بالجمهورية العربية الصحراوية ) و كذا تلك الواردة من المنظمات الإنسانية الدولية والأممية ."
واستشهد العياشي بالمساعدات التي يخصصها الإتحاد الأوربي من الجانب الإنساني لفائدة الشعب الصحراوي والتي تتراوح سنويا ما بين 08 إلى 09 ملايين أورو ، و يتم إيصالها بشفافية للشعب الصحراوي عن طريق المنظمات غير الحكومية الأوروبية بالتعاون والتنسيق مع الهلال الأحمر الصحراوي .
و أوضح قائلا " هناك 17 منظمة غير حكومية من الإتحاد الأوروبي تحتفظ بممثلين عنها بالمخيمات الصحراوية على مدار الساعة لمتابعة عملية إيصال و توزيع المساعدات في إطار من الشفافية ، و لكنها تظل ضئيلة مقارنة بما تقدمه الجزائر من مختلف أشكال العون و المساعدة و منها إقامة الجيش الوطني الشعبي مستشفيات ميدانية داخل المخيمات الصحراوية لمكافحة انتشار و باء الكوفيد ."