الرئيس تبون : قيس سعيد يمثل الشرعية في تونس والجزائر تتعامل مع الشرعية

تونس
01/08/2022 - 10:06


أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون, أن الرئيس التونسي المنتخب قيس سعيد يمثل الشرعية في تونس، مشددا على أن  الجزائر تتعامل مع الشرعية وستواصل دعمها للجارة تونس. 

 أوضح رئيس الجمهورية خلال اللقاء الدوري مع الصحافة الوطنية الذي بث مساء أمس الاحد على القنوات الإذاعية والتلفزيونية الوطنية، ان "الجزائر تقف مع  الشرعية وبما ان قيس سعيد منتخب من قبل الشعب وبصفة شرعية، فلا بد التعامل مع الرئيس بغض النظر عن المودة التي تربطنا كأشخاص". 

ولفت رئيس الجمهورية في تصريحه الى ان لقاء قيس سعيد في الجزائر خلال الاحتفال بالذكرى الستين للاستقلال مع الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، "كان فرصة طيبة لاجتماع الطرفين"،نافيا ان تكون الجزائر قد شاركت في وساطة بين الجانبين "اللذين ليست بينهما اي خلافات". 

واضاف رئيس الجمهورية يقول : "تونس دولة شقيقة ومرت بثورة مباركة ولم يسبق لنا ان رأينا من تونس امرا سلبيا، فالظروف التي تمر بها تونس مرت بها الجزائر.  

وعليه، فإنه من واجبنا التاريخي الوقوف اليوم مع هذا البلد الشقيق".    

وأكد رئيس الجمهورية انه بالنظر الى ان الجزائر تعرف "اوضاعا اقتصادية ميسرة،  فلا بد من دعم الشقيقة تونس"، مذكرا بأنه تم دعم هذا البلد الجار خلال جائحة كورونا ولازال التبادل الاقتصادي بين الجانبين متواصلا، لكن "بدون اي تدخل في شؤونها الداخلية". 

الجزائر تسعى للظفر بحصتها في فضائها الإفريقي  

وأكد رئيس الجمهورية، سعي الجزائر للظفر بحصتها في فضائها الإفريقي، لاسيما من خلال مراجعة بعض النقائص وإطلاق العديد من مشاريع التكامل الافريقي الهامة.

وأوضح رئيس الجمهورية أنه "يجب على الجزائر أن تأخذ حصتها في كيانها الافريقي ولا تبقى منعزلة عن القارة".

وأكد في هذا الإطار أن "الجزائر مصيرها إفريقي، وامتدادها إفريقي" مضيفا أن «لم شمل افريقيا لا يكون إلا بمساعي الدول الافريقية".

وتطرق رئيس الجمهورية إلى عدد من المشاريع المشتركة مع الدول الافريقية، مثل أنبوب الغاز العابر للصحراء الذي سينقل الغاز النيجيري إلى أوروبا مرورا بالجزائر والنيجر، والذي اعتبره "عملا افريقيا عملاقا".

كما تتطلع الجزائر، حسب رئيس الجمهورية، إلى تموين إفريقيا بالكهرباء وإقامة مشاريع سكك حديدية تربط الدول الافريقية التي ليس لديها سواحل بالحوض المتوسط.

كما تعمل على تدارك التأخر المسجل في خطوط النقل بالدول الافريقية، حسب الرئيس تبون الذي أشار على سبيل المثال إلى أهمية الخط البحري نحو السنغال، والذي لم تقدم الجزائر على فتحه إلا بعد ستين سنة من استقلالها.

وثمن رئيس الجمهورية في ذات السياق توجه رجال الأعمال الجزائريين نحو إفريقيا، مبرزا أن "الاقتصاد هو المتحكم اليوم".

حل مشاكل مالي يكمن في تطبيق اتفاق الجزائر 

وأكد رئيس الجمهورية، أن حل المشاكل التي يعرفها مالي يكمن في تطبيق اتفاق السلم والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر. 

واعتبر رئيس الجمهورية أنه "ما دام ليس هناك تطبيق لاتفاق السلم والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر، فإن مالي ستظل في مشاكلها، فالتعفن الموجود يسمح لكل من هب ودب بالتدخل في شؤونها". 

وبعد أن شدد على الوحدة المالية، أبدى رئيس الجمهورية استعداد الجزائر للمساعدة المادية وتنظيم لقاءات في الجزائر أو في مالي بين الفرقاء الماليين، مستطرد بهذا الخصوص أن الرغبة المتوفرة لدى الجزائر ليست متوفرة عند دول أخرى.

وتابع بالقول: "كلما نحاول لم شمل الأشقاء في دولة من الدول، هناك من يتدخل (...) هناك جهات تحسد الجزائر على دورها"، مؤكدا أن الجزائر "تتعامل مع كل الدول الافريقية بنية حسنة وخالصة لحل المشاكل".

ولم يخف رئيس الجمهورية حقيقة وجود الارهاب في مالي، غير أنه اعتبر أن "جزء منه مفتعل لأسباب استراتيجية عند دول أخرى تقوم بتغذيته".

وحث رئيس الجمهورية الماليين خاصة القادة منهم، على "العودة إلى الشرعية وإعادة الكلمة للشعب واجراء انتخابات والعودة إلى الدستور. المهم عدم ترك الظروف السياسية الاستثنائية الحالية في مالي على ما هي عليه"، محذرا إياهم من أن ذلك بإمكانه "إسالة لعاب دول أخرى" تتربص ببلادهم.

ودائما بمالي، أكد رئيس الجمهورية أن ملفي الرعايا الجزائريين الذين تم الاعتداء عليهم بالسلاح في مدينة غاو والدبلوماسيين الذين تم اختطافهم وتوفي اثنان منهم، لم يطويا، متوعدا بمحاسبة من يقف وراء ذلك.

وأكد انه "سيتم محاسبة من يقف وراء ذلك. لدينا فكرة عمن كان السبب في ضرب الجزائريين في غاو، وعندما تظهر بعض الأمور سندخل في الحساب الدقيق"، لافتا أن «التحريات جارية، وأعتقد أن شكوكنا في محلها".

وفيما يتعلق بالملف الليبي، أكد رئيس الجمهورية أن الجزائر تدعم الطرف  الشرعي في ليبيا وما يقره مجلس الأمن. 

وقال رئيس الجمهورية: "نحن نمضي مع الشرعية، وقلنا إننا مع ما يقره مجلس الأمن،  ومع لم شمل الاشقاء الليبيين، والحل الليبي-الليبي بدون تدخل"، مشددا على أن  تنظيم الانتخابات هي الحل الشرعي الوحيد. 

وفي السياق، أبرز رئيس الجمهورية أن الجزائر ومنذ سنتين تنادي بإجراء  انتخابات في ليبيا "وعلى هذا الأساس تم تعيين حكومة عبد الحميد الدبيبة،  والمجلس الرئاسي الذي يرأسه محمد المنفي". 

ولفت رئيس الجمهورية إلى أن الجزائر لا تتدخل في أمور الليبيين، مشيرا إلى أن  سوناطراك جمدت انشطتها في ليبيا "من اجل ترك فسحة لمحاولة حل بعض المشاكل بين  الاشقاء الليبيين وحاليا الاشقاء الليبيون يطلبون من سوناطراك ويلحون عليها  لكي تعود إلى ليبيا".