الجيش الوطني الشعبي ... دور متميز في خدمة السلم في العالم

جندي جزائري
03/08/2022 - 10:31

تحيي الجزائر هذا الخميس "اليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي" المصادف للذكرى الـ 60 لتحويل جيش التحرير إلى الجيش الوطني الشعبي في الرابع أوت من عام 1962 وهو قرار ينم عن عمق البصيرة لدى الرعيل الأول من قادة الثورة بعد الاستقلال ويهدف إلى ضمان تعزيز استمرارية اللحمة والروابط بين الشعب وجيشه.

وكان رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون قد بادر السنة الماضية إلى إقرار هذا «اليوم الوطني" بصفة رسمية تعبيرا عن مدى عرفانه الكبير وكذا اعتزاز الأمة الجزائرية بدور هذه المؤسسة في الحفاظ على الوطن وحرمة ترابه والدفاع عن استقلاله وكذا مرافقة ودعم مسيرة البناء والتشييد منذ استعادة السيادة الوطنية. وفي مثل هذه المناسبة ، حرّي بنا أن نتوقف عند أبعاد و دلالات التصريحات التي أدلى بها الفريق الأول سعيد شنقريحة، قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، غداة العرض العسكري الضخم الأول من نوعه من حيث العدة و العتاد  منذ الاستقلال ،و المنظم في الـ05  جويلية الماضي بمناسبة الذكرى ال 60  لعيد الاستقلال ، وحرص فيها على توضيح المهام الدستورية للجيش الوطني الشعبي على ضوء المستجدات و المتغيرات الجيوسياسية  الحاصلة في الجوار و العالم : "أردنا من خلال هذه الاحتفالية، إيصال رسالة بالغة المعاني، مفادها أن سلاح الجيش الوطني الشعبي موجه حصرا للدفاع عن الجزائر، وحماية حدودها، والذود عن سيادتها الوطنية، إلى جانب المساهمة في إحلال السلم والاستقرار في العالم تحت وصاية الأمم المتحدة."

دور محوري في المحيط الإقليمي       

وقد جاءت هذه المقاربة في وقت ما فتئت فيه الجزائر تعبر وبكل وضوح عن إرادتها وعزمها على القيام بدور محوري على الساحة الإقليمية والدولية في إطار القانون الدولي بما يتماشى مع مصالحها الإستراتيجية و يحفظ أمنها القومي وتقوم هذه الرؤية على تحقيق ما يلي:    

- ضرورة المشاركة في مهام حفظ السلم في الخارج في إطار الشرعية الدولية مع إلزامية موافقة الشعب عبر ممثليه في البرلمان.                                                         

- العمل على تعزيز مكانة الجزائر الإستراتيجية في المنطقة باعتبارها دولة محورية في محيطها الجغرافي، بما يتماشى مع الوتيرة المتسارعة للتحديات والتهديدات في العالم.   

- التوجه لمعالجة لأزمات السياسية والتوترات عن طريق الحوار وتحقيق التوافق والعمل مع الأطراف المعنية بغرض تحجيم نشاط الجماعات الإرهابية والجريمة المنظمة تفاديا لأي طارئ أو أي محاولة لإضعاف الدولة الوطنية والمساس بمصالحها وهيبتها.

- الخروج من هذه القوقعة لا يعني بالضرورة إحداث أي تغيير في عقيدة الجيش لأن وثيقة الدستور الجديد تحدثت بوضوح عن "إرسال" و" مشاركة" في عمليات حفظ السلم تحت راية الأمم المتحدة وجددت التأكيد على ثوابت العقيدة العسكرية للمؤسسة والقاضية بعدم المشاركة في أي عمليات أو أعمال عسكرية خارج التراب الوطني، ما عدا تلك المتعلقة بتحقيق الأمن والسلم وفق مقتضيات الشرعية الدولية.


دور متميز في خدمة السلم في العالم 

لا يخفى على أحد بأن الجيش الوطني الشعبي يشارك في عمليات حفظ السلام بطلب من منظمة الأمم المتحدة منذ سنة 1989 بأفراد عسكريين في إطار عمليات حفظ السلم وذلك بعدد من مناطق النزاعات في العالم ومنها إفريقيا وأميركا الشمالية وآسيا (جنوب شرق آسيا).

وتأتي مساهمة الجزائر في قوات حفظ السلام الدولي من منطلق الدور المحوري والريادي للدولة الجزائرية في شمال إفريقيا والحرفية العالية التي يتمتع بها حفظة السلام الجزائريين.

وضمن هذا السياق، وجب التنبيه إلى أن هذا الدور كان متميزا ومحل إشادة وتقدير وثناء من قادة ورؤساء البعثات الأممية، ما يعكس الصورة الايجابية للبعثات الجزائرية في مثل هذه العمليات وقدرة الجيش الوطني الشعبي على حسن تمثيل الجزائر في المحافل الدولية.

الجيش الوطني الشعبي تحت راية الأمم المتحدة

أنغولا :  مشاركة  الجزائر في المهمة الأممية بأنغولا سنة 1989 ب 57 ملاحظا عسكريا من الجيش الوطني الشعبي 

هايتي:  شاركت الجزائر سنة 1990ضمن بعثة السلام الأممية  ب 32 ملاحظا عسكريا وملاحظ شرطة  

كمبوديا :  شاركت الجزائر في  مهمة الأمم المتحدة بكمبوديا في العام 1991، ويشار إلى أن هذه المهمة كانت الأكبر من حيث عدد الأفراد العسكريين  وبلغ تعدادهم  228 بين ملاحظ عسكري وملاحظ شرطة      

-الكونغو الديموقراطية : أرسلت الجزائر 51 ملاحظا عسكريا من الجيش الوطني الشعبي عام 1991 إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية،       

  -الصومال : شاركت الجزائر في مهام النقل الجوي، حيث أنه وفي إطار عمليات حفظ السلم للاتحاد الإفريقي قامت وحدات من القوات الجوية في سنة 2007 بنقل وحدات عسكرية أولى للصومال.                                                                                                    

أبطال جزائريون قدموا حياتهم ثمنا للسلم في العالم

لم تدخر الجزائر أي جهد في محاولات المساعدة والسعي لإحلال السلم والمحافظة على الأمن الدولي خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي، وقد تم تجسيد هذا الالتزام رغم حاجتها الماسة للأفراد العسكريين لمجابهة الهجمات الإرهابية خلال تلك العشرية، حيث ساهمت بأفضل الجنود والضباط خدمة لهذا المسعى.

وفي هذا الإطار، خصصت مجلة الجيش وقفة تكريمية في 2009 -بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للقبعات الزرقاء-لأفراد الجيش الوطني الشعبي الذين فقدوا أرواحهم خدمة للسلم في العالم وتضمنت القائمة الاسمية ضابطين وثالث من صف الضباط ويتعلق الأمر بـ:

- المرحوم المقدم لعتروس رشيد ،من القوات الجوية والذي توفي في 18 جويلية 1995 بأنغولا

- المرحوم المقدم بورنان محمد، من قوات الدفاع الجوي عن الإقليم والذي توفي في 13 ماي 2002 بجمهورية الكونغو الديمقراطية

-المرحوم المساعد الأول زميتي قدور من الدرك الوطني والذي توفي في 4 مارس 1996 بهايتي.

      

               

تحميل تطبيق الاذاعة الجزائرية
ios