بوغالي يلتقي الوزير الأول السلوفيني

بوغالي والوزير الأول السلوفيني
25/10/2022 - 17:41

التقى رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، اليوم الثلاثاء بليوبليانا، كلاً من الوزير الأول لجمهورية سلوفينيا، روبرت غولوب، حيث تمّ التطرق إلى سبل إعادة بعث العلاقات الثنائية على أساس الصداقة والتعاون.

أفاد بيان للغرفة التشريعية السفلى، أنّه في إطار الزيارة التي تقوده إلى جمهورية سلوفينيا، أكّد المسؤول السلوفيني أنّ زيارة رئيس المجلس الشعبي الوطني إلى بلاده، تشكّل "فرصة لتعميق التشاور السياسي بين البلدين حول مختلف القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى بحث آفاق التعاون الاقتصادي في شتى المجالات، وخاصة ما يتعلق بترقية وتطوير فرص التبادل التجاري والاستثمار المباشر".

وبحسب البيان ذاته، عبّر الوزير الأول السلوفيني عن أمله في "القيام بزيارة رسمية إلى الجزائر، على رأس وفد وزاري هام في القريب العاجل، تزامناً مع فتح سفارة سلوفينيا بالجزائر"، مؤكدا أن هذه الزيارة "ستسمح بتجسيد بعض الاتفاقات بين البلدين في المجال الطاقوي".

من جهة أخرى، أشاد الوزير الأول السلوفيني بـ "مستوى العلاقات الثنائية التي تملك رصيدا تاريخيا"، داعيا في نفس الوقت إلى "التشاور وتقريب وجهات النظر".

ولدى تدخله، أبرز بوغالي أن هذا اللقاء تزامن مع "احتفال البلدين بالذكرى 30 لإقامة علاقات دبلوماسية بن البلدين"، مبرزا في هذا الصدد أن "رصيد هذه العلاقات المتميزة مبني على أساس الصداقة والاحترام المتبادل".

وألّح بوغالي على "ضرورة تعزيز الشراكة الثنائية في شتى المجالات على غرار الذكاء الاصطناعي، التربية والتعليم العالي، والاستفادة من التجربة السلوفينية في مجال استغلال المناجم"، مشيرا في السياق ذاته إلى أهمية "تأسيس علاقات متينة مبنية على التعاون الإيجابي بين البلدين خدمة لمصالح الشعبين".

وكان بوغالي التقى الاثنين بالعاصمة السلوفينية ليوبليانا، مع ممثلة الحزب الديمقراطي بسلوفينيا، يلكا غوديتش، تمّ خلاله التطرق إلى مستوى العلاقات بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأكّد بوغالي خلال هذا اللقاء، "عمق" الصداقة القائمة بين البلدين، داعياً إلى "تكثيف العمل للرقي بمستوى العلاقات الثنائية إلى المكانة التي تستحقها خاصة في المجال الاقتصادي" وإلى تنويع هذه العلاقات لتشمل قطاعات "التربية، التعليم العالي، الطاقة والسياحة وذلك خدمة لمصالح البلدين الصديقين".

وأضاف أنّ الجزائر في إطار برنامج السيد رئيس الجمهورية، "ستظل شريكاً وفياً وملتزماً بالاتفاقات المبرمة مع شركائها".

وبالمناسبة ذاتها، استعرض رئيس المجلس الوضع في فلسطين المحتلة، واعتبر ما يحدث بمثابة "تمييز عنصري"، مؤكّداً أنّ الجزائر "تعمل على تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره من خلال تصفية الاستعمار في إطار القرارات واللوائح الأممية ذات الصلة، وهو مبدأ ثابت لدى الجزائر"، كما استعرض المقاربة الجزائرية بخصوص معالجة مسألة الهجرة غير الشرعية.

من جانبها، هنأت ممثلة الحزب الديمقراطي، الجزائر بمناسبة الذكرى الستين لاستقلالها، والذكرى 30 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، كما تطرقت إلى "أهمية التعاون الاقتصادي، حيث ذكّرت بما كانت تملكه سلوفينيا من شركات نشطة في الجزائر وألحت على ضرورة تعزيز التعاون مع الجزائر في ميدان الطاقة خاصة ما تعلق بالغاز".

وأكدت غوديتش أنّ حزبها "سيستمر في نفس النهج بالعمل مع الحكومة الحالية لتحقيق الأهداف المسطرة"، وأما في مجال الشراكة الطاقوية مع الجزائر فاعتبرت أن "تعزيز العلاقات يكون بمجابهة الآثار السلبية" خاصة الاقتصادية منها الناجمة عن الازمة الأوكرانية.

وقدّمت ممثلة الحزب شكرها للجزائر نظير تعاونها مع سلوفينيا في دعم ترشحها كعضو في المنظمات والهيئات الدولية.

أما فيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية، فرحّبت المتحدثة بـ "جهود الجزائر في هذا المجال، وكذا الدعم الذي تقدمه للمهاجرين الذين استقروا على ترابها، إلى جانب مساعدتها لبعض دول المنطقة التي ينحدر منها المهاجرون".

وعلى الصعيد الدولي، أكدت غوديتش أنّ حزبها يدعو إلى "خفض التوتر وتهدئة الوضع في العالم" وأنه "يتفق مع لوائح الأمم المتحدة بخصوص قضية الصحراء الغربية"، وقالت أن حزبها يسعى إلى الحلول السلمية في النزاعات، كما أثنت في ذات السياق على دور الجزائر وجهودها في إيجاد الحلول السلمية في إفريقيا والشرق الأوسط.

بدورها، قدّمت رئيسة لجنة الصداقة البرلمانية، ماريا عمراوي، ملخصاً حول مجالات التعاون بين البلدين. أبرزت فيه مميزات قانون الاستثمار الجديد، وأشارت إلى أنّ الجزائر "تحاول في هذا الإطار الاستفادة من التجربة السلوفينية في مجالات الطاقات البديلة، اقتصاد المعرفة والسياحة".

وثمّنت عمراوي مستوى الحوار الثنائي بين الجزائر وسلوفينيا لاسيما حول القضايا ذات الاهتمام المشترك وتقاسم الرؤي حول ملفات إقليمية ودولية، إلى جانب الدعم المتبادل للمترشحين في عضوية الهيئات الأممية.

وتطرق بوغالي مع رئيسة لجنة البنى التحتية والبيئة والتخطيط بالجمعية الوطنية لجمهورية سلوفينيا، ناتاشا أفسيتش بوغوفيتش، إلى أهمية "الارتقاء بعلاقات الصداقة الثنائية إلى مستوى التطلعات"، وذكر بما "حققته الجزائر في ظرف قصير من توفير مناخ ملائم للاستثمار سهر عليه السيد رئيس الجمهورية شخصيا وفاء لتعهداته والتزاماته بعد أن أرسى دولة المؤسسات واستكمل بنائها".

وبهذا الصدد، دعا رئيس المجلس إلى "بناء شراكة اقتصادية على أساس رابح –رابح لاسيما في الميادين ذات المصلحة المشتركة، كالذكاء الصناعي والاقتصاد الأخضر والطاقة والطاقات المتجددة والسياحة".

وذكّر بالتدابير المحفزة التي يقترحها قانون الاستثمار الجديد وأكد بأنها "تشجع المتعاملين الاقتصاديين الأجانب للقدوم إلى الجزائر الماضية في سعيها لتنويع موارد الاقتصاد الوطني".

من جهتها، أبرزت بوغوفيتش ضرورة توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين والعمل على ترقيتها مستقبلا، خاصة في ميادين "الاقتصاد والطاقة وذلك تجاوباً مع التطورات الأخيرة في الساحة الدولية".