اختتام معرض الإنتاج الجزائري : إقبال كبير وعدة اتفاقيات شراكة ميزت الطبعة الـ 30

اختتام معرض الانتاج الجزائري
24/12/2022 - 16:17

اختتمت اليوم السبت معرض الانتاج الجزائري في طبعته الـ30 بعد 12 يوما من النشاطات بقصر المعارض (الصنوبر البحري), تميزت بمشاركة قياسية للمؤسسات الوطنية الممثلة للعديد من القطاعات الانتاجية والخدماتية وسط إقبال كبير للمهنيين والجمهور العريض مع فتح آفاق للشراكة بين العديد من المؤسسات العارضة.

واكدت محافظة المعرض والمكلفة بالإعلام بالشركة الوطنية للمعارض و التصدير (صافكس), حفيظة مقداد, أن التظاهرة كانت "ناجحة" سواء من حيث المشاركة واقبال الجمهور أو آفاق الشراكة و تطوير الحركية الاقتصادية التي اتاحها.

وأوضحت المتحدثة ان المعرض الذي نظم تحت شعار "نحو تحقيق نمو اقتصادي قوي ومتفتح", أكد مجددا أنه يشكل نافذة حقيقية على الاقتصاد الوطني وعلى الديناميكية التي تشهدها المؤسسة الجزائرية الناشطة في مختلف الميادين, مضيفة أن الطبعة ال30 للمعرض كانت فرصة "للعديد من المؤسسات المشاركة لبحث و تجسيد مشاريع شراكة اقتصادية وتجارية تشمل مجالات متنوعة".

وشهدت هذه التظاهرة الاقتصادية و التجارية مشاركة حوالي 600 عارض من قطاعات واسعة ومتنوعة على غرار الصناعة المصنعة (اثاث, ديكور, نسيج), والصناعة العسكرية والكهربائية والالكترونية والكهرو-منزلية, والصناعة الميكانيكية و الصناعة الغذائية و كذا المؤسسات المتخصصة في منتجات التعبئة والتغليف علاوة على البناء ومعدات البناء وقطاع الصناعة التقليدية.

ولدى اشرافه على افتتاح المعرض وحديثه مع العديد من رؤساء المؤسسات المشاركة أسدى رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, جملة من التوجيهات منها ضرورة رفع نسبة الادماج الوطني, مجددا عزم الدولة على حماية الانتاج الوطني مع توفير كل التسهيلات لولوج السوق الافريقية وعلى مرافقة المستثمر الجزائري وهو ما سيساهم في "تحقيق اقلاع اقتصادي حقيقي".

وفيما تميز الاسبوع الاول بتوافد كبير للمهنيين على مختلف أجنحة المعرض يمثلون بشكل خاص القطاع الاقتصادي و التجاري بحثا عن فرص الشراكة التي تتيحها التظاهرة الاقتصادية, شهدت الايام الاخيرة إقبالا معتبرا من جانب الجمهور العريض والعائلات بشكل خاص وهذا تزامنا مع فترة العطلة المدرسية الشتوية ونهاية الاسبوع.

ووفق الشركة الوطنية للمعارض والتصدير (صافكس), التي نظمت المعرض, تأتي التظاهرة لتؤكد دورها كأكبر تجمع للشركات و المؤسسات العمومية والخاصة و الجمعيات والمنظمات وكذا الخبرات والكفاءات وكل الهيئات الوطنية في تحريك عجلة الاقتصاد وتحقيق النمو كما تعكس الإرادة لدى المتعاملين الجزائريين لإبراز امكانياتهم وآخر منتجاتهم.

وخلال هذا الملتقى الاقتصادي الذي صار تقليدا سنويا في أجندة العديد من المؤسسات العمومية و الخاصة خصص جناح خاص للبيع الترويجي للمنتجات المختلفة عرضتها شركات وطنية تنشط في عديد المجالات على غرار الصناعة الالكترونية والكهرومنزلية و منتجات النسيج و المواد الغذائية على اختلافها و التي اقترحت على الزبائن, الذين توافدوا بقوة طيلة أيام العرض, تخفيضات معتبرة بلغت حتى 20 بالمائة بالنسبة لبعض المنتجات, والتي لاقت استحسان الزوار.

وقد عكست مشاركة المؤسسات العمومية والخاصة هذه السنة القفزة الكبيرة التي شهدها المنتج الجزائري نوعا و كما في مختلف القطاعات الانتاجية و حتى الخدماتية خاصة في مجالات الصناعة العسكرية والالكترونية و الميكانيك و المعادن مع بروز خاص للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة و كذا المؤسسات الناشئة التي كانت لها مشاركة مميزة في هذه الطبعة.

ويؤكد المنظمون ان طبعة هاته السنة جاءت في الوقت الذي يعرف فيه الاقتصاد الوطني ديناميكية معتبرة, لا سيما مع التحسن غير المسبوق لأرقام صادرات البلاد خارج المحروقات و توفير كل الإمكانيات واعتماد الإصلاحات اللازمة لبعث القطاعات الاقتصادية, خاصة تلك التي يتم الاعتماد عليها لتكون قاطرة التنمية.

وبهذا الخصوص شكل المعرض مرآة عاكسة لحركية صادرات الجزائر خارج المحروقات التي سجلت قفزة في السنوات الاخيرة بفعل التسهيلات التي أقرت في السنوات القليلة الماضية وساهمت في ارتفاع صادرات البلاد خارج  المحروقات والتي يرتقب ان تبلغ بنهاية هذا العام نحو 7 مليار دولار, مقارنة ب 5 مليار دولار في 2021, مع تنوع هذه الاخيرة وبروز منتجات جديدة كمواد البناء على اختلافها والمنتجات المعدنية الموجهة للصناعة وسفن الصيد و المنتجات الطبية.

كما عبر العديد من ممثلي المؤسسات المشاركة عن ارادتهم  في رفع نسب الادماج الى مستويات "قياسية" خصوصا في القطاعات الصناعية ومنها الالكترونيك و التجهيزات الكهرومنزلية و مواد البناء و المنتجات الكهربائية في وقت تسعى مؤسسات اخرى من القطاعين العام و الخاص الى تنويع و تعزيز صادراتها و التي صارت تغطي -بالنسبة لعدد منها - عشرات الدول الاوروبية والافريقية بفعل التسهيلات المختلفة التي تم اقرارها من طرف الدولة لصالح المؤسسات المصدرة.

من جهة اخرى تميزت أيام العرض ببرنامج ثري شمل تنظيم أيام دراسية على شكل جلسات حوارية نوقشت فيها عدة مواضيع على غرار قانون الاستثمار الجديد وكذا تنمية وعصرنة قطاع الفلاحة لمواجهة التحديات الحالية وأهمية تحقيق الامن الغذائي علاوة على ورشات عمل تمحورت حول التجارة والتسويق الالكترونيين.