احتضان الجزائر لمؤتمر اتحاد مجالس منظمة التعاون الإسلامي علامة فارقة في مسيرة الاتحاد 

محمد قريشي
26/01/2023 - 16:24

أكد المشاركون في الاجتماعات التحضيرية للدورة ال17 لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، التي انطلقت أشغالها اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، ان احتضان الجزائر لهذا الحدث يشكل علامة "فارقة" في مسيرة الاتحاد ومحطة جديدة في تاريخ العلاقات البرلمانية الإسلامية-الإسلامية.

وخلال الأشغال التي انطلقت بانعقاد اجتماع اللجنة التنفيذية ال48 بالمركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال"، قال الأمين العام للاتحاد، محمد قريشي نياس في كلمته الافتتاحية إن "تواجدنا بالجزائر يشكل فرصة ثمينة للتنويه بالدور المتميز للبرلمان الجزائري بغرفتيه في نطاق اتحاد المجالس وسعيه الدؤوب الى تعزيز مكاسب الاتحاد بما فيه خير للأمة الإسلامية".

و أعرب عن ثقته بأن اجتماع الجزائر سيشكل "علامة فارقة في مسيرة الاتحاد وسيحقق النجاح الذي نتطلع اليه".
وأوضح السيد نياس بأن الاجتماعات التحضيرية ستمكن من "وضع اللمسات الأخيرة تحسبا لاجتماع اللجنة العامة و اطر الاتحاد وذلك بالمراجعة النهائية لمشاريع جدول أعمال المؤتمر وكذا كل الاجتماعات المصاحبة له".

وأكد السيد نياس أن الاجتماع ال47 للجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي المنعقد في مارس الماضي بالجزائر مكن من اعتماد لائحة إجراءات تخص المجتمعات والأقليات المسلمة، تمخض عنها تشكيل لجنة المؤتمرات والأقليات المسلمة للاتحاد التي باشرت عملها بعدة زيارات منها إلى بنغلاديش للاطلاع على أوضاع لاجئي الروهينغا هناك.
من جهته، أوضح محمد يزيد بن حمودة، عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد، في تصريح للصحافة انه من خلال شعار المؤتمر "العالم الإسلامي ورهانات العصرنة والتنمية"، "نعمل على نقل الاتحاد، بفضل منظور جزائري ودبلوماسي محض، من التنظير إلى مرحلة التطبيق، حتى يجد العالم الإسلامي لنفسه ميكانيزمات للتعاون، خاصة في ظل هذه الحركية والتغيرات و التجاذبات التي يشهدها العالم".

"المشاركة النوعية دليل على مكانة الجزائر الكبيرة في العلاقات الدولية"

وأضاف أن أبواب الجزائر "مفتوحة" للجميع، "خاصة وان الدبلوماسية الجزائرية عرفت خلال السنة الماضية تصاعدا في وتيرة العطاء، وعليه ما على المؤتمر إلا أن يساير هذا السقف وسمعة الجزائر".

وعن مخرجات المؤتمر، قال السيد بن حمودة إنها "ستأخذ بعين الاعتبار مخرجات القمة العربية و إعلان الجزائر بخصوص فلسطين و مؤتمر لم شمل الفصائل الفلسطينية"، مشيرا إلى أن هذا الأمر "لا يمكن تحقيقه بسهولة، ولابد من دعم هذا المسعى أكثر."

وأشار إلى أن المؤتمر يشهد مشاركة "كمية ونوعية"، بحضور أكثر من 35 برلمانا إسلاميا و أكثر من 22 رئيس برلمان، وهو ما يعد "دليلا على أن الجزائر لها مكانة كبيرة في العلاقات الدولية، سيما في العالم العربي والإسلامي أو حتى على الصعيد الدولي".

و أفاد في الأخير بأن المؤتمر سيتوج بإعلان سيتبناه كل البرلمانيين الذين ينتمون إلى منظمة التعاون الإسلامي، مؤكدا أن المخرجات، "وبالنظر الى الجدية الكبيرة داخل أروقة مركز المؤتمرات الذي يحتضن الاجتماعات، ستكون في مستوى سمعة الجزائر و السقف الذي وصلت اليه".

من جانبه، أكد النائب قاسم الهاشم، ممثل لبنان وعضو اللجنة التنفيذية، رئيس الشعبة البرلمانية في البرلمانات الإسلامية، أن احتضان الجزائر للاجتماع "يعد خطوة مهمة"، موضحا أن الجزائر "كانت دائما الرمز والعنوان للكلمة الجامعة والحفاظ على قضايا الأمتين العربية والإسلامية وستبقى رمزا لتضحيات ونضال الأمة من اجل الوصول إلى الحرية وتحقيق الكرامة الوطنية".

لهذا -يقول السيد الهاشم- فإن "أهمية المؤتمر تكمن في سعي الجزائر الدائم إلى إنشاء علاقات أخوية بكل ما للكلمة من معنى من اجل وحدة الموقف والحفاظ على كل المقدسات، بما فيها القضية الفلسطينية التي تبقى القضية المركزية لدى الأمتين العربية والإسلامية  و أحرار العالم، خاصة لما تواجهه المقدسات الإسلامية من محاولات تهويد و اعتداءات همجية".

ويتطلع النائب اللبناني لأن يشكل اللقاء "نقطة انطلاق أساسية" لبناء مرحلة جديدة تسمح بالوصول إلى التنمية المطلوبة اقتصاديا واجتماعيا "لنتكامل ونتعاضد لتحقيق كل متطلبات شعوبنا، وهذا كله صونا لكرامة الفرد العربي والإسلامي".

و اختتم بالقول: "نتطلع اليوم لكل ما يمكن ان يبنى عليه نجاح المؤتمر، ليكون محطة جديدة في تاريخ العلاقات البرلمانية الاسلامية-الاسلامية".
و اعرب بدوره النائب بالبرلمان التركي، اورهان اتلاي، عن امله في أن يكلل اجتماع الجزائر بالنجاح لبحث و إيجاد حلول لأهم المعضلات التي تعاني منها الأمة الإسلامية، داعيا إلى ضرورة تضافر جهود كل الدول من اجل إيجاد تسوية وحل لكل هذه المشاكل.

ولعل من اهم القضايا التي سيتم التطرق إليها -يقول النائب التركي- هي القضية الفلسطينية التي تعيش في الآونة الأخيرة على وقع الانتهاكات ولازال يعاني شعبها في الشتات واللجوء، مشددا على انه ما لم تحل القضية، "لن يجد العالم مفتاح الامن والسلام".

كما انتقد في الأخير ما تعرض له المصحف الشريف من جريمة اثر إقدام متطرف في ستوكهولم السويدية على حرق نسخة منه، و آخر في لاهاي الهولندية الذي قام بنفس الشيء.