كشف يوسف بلمهدي وزير الشؤون الدينية و الأوقاف عن موافقة النيجر على اقتراح تقدمت به الجزائر لإنشاء معهد إسلامي لتكوين الأئمة بمنطقة "اغاداس" الواقعة شمال البلاد و القريبة من الحدود الجزائرية في سياق محاربة العنف والتطرف بالمنطقة .
وقال بلمهدي لدى مشاركته في برنامج " ضيف الصباح " على القناة الأولى للإذاعة الجزائرية إن الحكومة في النيجر خصصت قطعة أرضية لإقامة المعهد ،حيث سيقوم باستقبال الطلبة من مختلف دول الساحل الإفريقي و عموم القارة لتدريس المرجعية الدينية القائمة على تكريس الاعتدال و الوسطية، وأشار في هذا الخصوص إلى احتمال فتح فروع له في العاصمة نيامي و باقي الدول الإفريقية .
و ضمن هذا السياق ،كشف الوزير بان الوزارة و بالتعاون مع رابطة دعاة وعلماء وأئمة دول الساحل شاركت في انجاز دليل خاص بالأئمة يتحدث عن مكافحة ظاهرة العنف والتطرف و كيفية معالجتها ،وأضاف بان قطاعه ساهم أيضا في إصدار دليل بعنوان "ميثاق المسلم في ارض المهجر" وكذا "دليل الإمام في دار المهجر" يحتفي به الكثير من السفراء لما تضمنه من رؤية تسهل اندماج المسلم في المجتمعات الغربية دون صدام.
و على صعيد رسالة المسجد ، قال إن الإمام مطالب بتحصين المجتمع من جميع الآفات الاجتماعية ومنها المؤثرات العقلية و تحدث وجود تعاون مع "جمعية المشيخة العامة للصلح في إفريقيا " وهي تدخل ضمن مهام المسجد وكشف بالمناسبة عن ان المساجد نجحت في إحدى السنوات في معالجة أكثر من 08 ألاف قضية قبل أن تصل إلى القضاء مثل قضايا المتعلقة بتسوية الخصومات بين الأزواج والمنازعات على الإرث.
وقال وزير الشؤون الدينية و الأوقاف إن الوزارة ستعرض على الحكومة في القريب العاجل مشروعا لانجاز معهد لحماية المخطوط الديني يعنى بمنطقة الساحل الإفريقي و افريقيا ، ووصف المشروع بالإستراتيجي و سيمكن من جمع كل الباحثين و كل الدارسين في المخطوط الديني بالجزائر من اجل العمل على تامين منطقة السحل من ظاهرة التطرف و العنف و الأفكار الغريبة .
وأشار وزير الشؤون الدينية و الأوقاف من جانب آخر إلى ان الحروب اليوم لم تعد فقط حروب عسكرية بل هناك جيل جديد من الحروب الفكرية و الاجتماعية و هناك الكثير من البرامج يراد تطبيقها في كثير من مناطق العالم و منها تغيير النمط الاجتماعي للمجتمعات وخاصة المجتمعات الإسلامية و العربية والتي تضمنها البيان المتوج لأشغال اتحاد المجالس البرلمانية التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي .
و أشاد الوزير بدور الزوايا في تعزيز المرجعية الدينية الوسطية في القارة الإفريقية والعمل الإفريقي ،وقال إننا نتقاسم مع دول الساحل الإفريقي نفس العقيدة و السلوك والفقه وخصوصا الزوايا التي منشأها الجزائر مثل "القادرية" و "التيجانية "،و أعلن بأن الوزارة تلقت 55طلب للدراسة في الجزائر بعد قرار رئيس الجمهورية بتقديم منح للدراسة للطلبة الأفارقة خلال استقباله لبعض رموز و قادة الزوايا بالقارة الإفريقية .