أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر، الدكتور علي ربيج، هذا الخميس، أنّ عملية الإجلاء السرية وغير القانونية لرعية جزائرية يعتبر تواجدها على التراب الوطني ضروريًا بقرار من القضاء الجزائري "تصرف طائش وغير مسؤول، وضدّ الأعراف والعلاقات الدولية وحتى الأعراف الدبلوماسية وهو انتهاك لسيادة كل من الجزائر وتونس".
واعتبر علي ربيج لدى استضافته في برنامج"ضيف الصباح" لإذاعة الجزائر الدولية ردّة فعل الحكومة الجزائرية والبيانات والمذكرات التي نددت بالتصرف الفرنسي غير المسؤول، هي "نتيجة وردة فعل طبيعية"، مضيفًا: "أتوقع أن تكون هناك ردود أفعال أخرى في المستقبل جرّاء ما قامت به الحكومة الفرنسية، لهذا أنا أقول بصفتي نائب في المجلس الشعبي الوطني، وباسمي وباسم كافة السادة النواب، ندين وبشدة مثل هكذا تصرفات التي كنا نتوقع أنها قد ولت وأنها من الزمن الغابر."
في السياق ذاته، قال المتحدث: "إنّ اختطاف وتحويل وتهريب مواطنة جزائرية مطلوبة من لدن العدالة الجزائرية، هو انتهاك لاستقلالية القضاء وهو تآمر ضدّ ما يسمى بفكرة حقوق الإنسان وإحقاق الحق وإعطاء فرصة للعدالة أن تقوم بواجبها... لهذا أتوقع أنّ ما حدث أضرّ بالعلاقات الجزائرية الفرنسية التي هي أصلاً كانت متضررة، لكن كانت هناك إرادة سياسية من قبل رئيس الجمهورية للمضي إلى صفحة جديدة".
وأوعز ربيج:"عندما نستمع إلى المسؤولين الفرنسيين والرئيس ماكرون نفسه وهو يتحدث في كل مناسبة برغبته في إصلاح هذه العلاقات وفتح صفحة جديدة ووضع ورقة طريق جديدة في أفق العلاقات الجزائرية الفرنسية، لكن أن نرى مثل هكذا تصرف وتآمر كل الجهات داخل فرنسا لاسيما منها الدبلوماسية والأمنية، هي عملية تمّ اتخاذ القرار فيها على أعلى مستوى، وأنا لا أتوقع أنّ هناك سفير أو رجل أمن يخطو هذه الخطوة الخطيرة، ولا يأخذ بعين الإعتبار ثقل العلاقات وأهميتها بين الجزائر وفرنسا، دون أن يحصل على إشارة من قبل صنّاع القرار داخل فرنسا. "
ولم يستبعد ربيج أن يكون الرئيس الفرنسي نفسه على اطلاع بالانتهاكات الحاصلة "الأمر يعطينا إشارة أنّ ماكرون نفسه على اطلاع بهذا الأمر، والأخطر منه إذا كان هو نفسه لم يكن على علم بهذه العملية، وهذا ما يجعلنا نشعر بوجود لوبي أو جناح داخل الحكومة الفرنسية الرسمية يرفض تطبيع العلاقات وإصلاحها مع الجزائر، وقد يدفع إلى تأزم هذه العلاقات أكثر فأكثر، وهذا الطرف الذي لا يزال يمجّد الماضي الاستعماري لفرنسا، وينظر نظرة فوقية إلى الجزائر، دون أن تدرك هذه الجهات أنّ الجزائر تغيرت والشعب الجزائري ورئيس الجمهورية والحكومة ماضون نحو بناء أفق جديد في هذه المنطقة، تكون فيها الجزائر دولة محورية.".