شدد المشاركون في ورشة عمل نظمت اليوم الخميس بقسنطينة في إطار الصالون الدولي للبنايات الحديثة و التكنولوجيات الجديدة (بيلتاك) على ضرورة اعتماد حلول مبتكرة للوقاية من المخاطر الكبرى و الكوارث لاسيما الزلازل و التغيرات المناخية.
وخلال هذه الورشة تطرق المشاركون إلى "الحاجة الملحة لمواجهة مشاكل البناء و التعمير و التهيئة العمرانية" التي تشكل، حسبهم، "انشغالا هاما في مجال الوقاية و التقليل من المخاطر الكبرى لأن التقليل من ضعف الإطار المبني و غازات الاحتباس المنبعثة من مختلف البنايات تجعل من اعتماد الحلول المبتكرة من أجل بنايات مستدامة و بيئية أمرا ضروريا".
ولدى تقديمه مداخلة بعنوان "البناء القائم على العوازل: التجربة الجزائرية"، عرض المهندس المعماري عبد الرزاق مسعد عضو الشبكة الدولية للوقاية من الكوارث
عرض مشروع مقر هيئة الرقابة التقنية للبناء (سي تي سي) بعين الدفلى الذي يشكل، كما قال، "تجربة نموذجية بالجزائر أعيد تجديد الفكرة الخاصة به لإنجاز جامع الجزائر".
وقد تم بناء هيئة الرقابة التقنية للبناء من خلال "إدخال عوازل الأسس التي تم إعدادها على شكل محاور دعم مطاطية مضادة للزلازل كوسيلة للتخفيف من فرط الطاقة الناتج عن الزلازل من خلال امتصاصه قبل أن يلحق ضررا بالبنية الفوقية للبنايات"، حسب توضيحات ذات الأخصائي.
"من خلال عزل منشأة البنية الفوقية نتمكن من تفادي هدم البناية، على اعتبار أن صلابة الأساس لا يمكنها لوحدها مواجهة الخطر الزلزالي، لكن مرونة الشبكة التحت أرضية للدعامات تسمح بتحريك البناية و تحويل الضغط بدل مقاومة الزلزال وتلقي الصدمة"، حسب ما أضافه المهندس المعماري مسعد.
ولدى تقديم البروفيسور بوعلام جبري من المدرسة متعددة التقنيات للهندسة المعمارية و العمران بالجزائر العاصمة مداخلته الموسومة ب "المادة العازلة المركبة على أساس الجبس"، سلط الضوء على تصميم أنابيب اختبار من هذه المادة على شكل صفائح مادة مركبة أساسها الجبس (مصفوفة) و الألياف النباتية من أجل تحسين التوصيل الحراري و التقليل من غاز الاحتباس المنبعث من المداخن.
ويتمثل الهدف من هذا المنتوج، الذي يعتبر مستداما، في تحسين الراحة و العزل الحراري في مختلف الهياكل و تقليل تكاليف فواتير استهلاك الطاقة و المساهمة في الحفاظ على النظام البيئي، حسب البروفيسور جبري.
وقد تميزت المحاضرات التي تم تقديمها في ختام الطبعة الثالثة للصالون الدولي للبنايات الحديثة و التكنولوجيات الجديدة (بيلتاك) بحضور عديد الطلبة والأساتذة الباحثين.