ثمن العديد من الخبراء والمختصين في الشؤون الدينية باليوم الاثنين بالجزائر العاصمة، تجربة الجزائر في مجال مكافحة التطرف العنيف والتكفل بالعوامل المؤدية اليهي داعين "بلدان الساحل وافريقيا إلى السير على خطى الجزائر".
في هذا الإطار، أشار الأمين العام السابق والعضو المؤسس لرابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل، يوسف مشرية على هامش اشغال الاجتماع الثاني من سلسلة اجتماعات "النداء من أجل الساحل" التي تتواصل منذ يوم الاحد، أن المقاربة الجزائرية في مجال مكافحة التطرف العنيف مثال يحتذى به اذ انها احاطت بهذه الظاهرة من كل الجوانب.
وأكد يقول إن الجزائر "تصدت للتطرف العنيف سياسيا واقتصاديا، ففي مخططاتها للمكافحة، كانت دائما تدعو إلى الحوار واشراك المختصين وكذا التكفل بالمشاكل"، معتبرا أن الحوار "هو المفتاح الفعلي لمكافحة هذه الآفة".
وحسب الداعية الاسلامي يندرج التوجه الذي عبر عنه مؤخرا رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، من خلال تخصيص ما يناهز مليار دولار لدعم التنمية في الدول الإفريقية عبر الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية في إطار مسعى الجزائر الناجح ضد التطرف العنيف وذلك من خلال معالجة الأسباب التي تنجر عنها هذه الآفة خاصة الفقر والتخلف.
كما أدان السيد مشرية تدخل بعض البلدان الاجنبية في منطقة الساحلي مبرزا أن هذا الاجتماع يمثل فرصة للبلدان الحاضرة لتتعلم من تجربة الجزائر مضيفا أن «التدخل الاجنبي هو السبب الاساسي الذي يدفع إلى التطرف العنيف".
من جهته أبرز عضو رابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل ورئيس رابطة دعاة كوت ديفوار، ابراهيم كوني أن تجربة الجزائر في مجال مكافحة التطرف العنيف تعتبر نموذجا يحتذى به إذ أنها تؤكد أن "الاعتماد على الذات لمكافحة التطرف يؤتي دائما أكله"، مشيرا إلى أن "الجزائر حاربت التطرف لوحدها ونجحت في ذلك، حيث انها تعيش اليوم في سلام وتتقدم على خطى هادئة قوية برجالها ومؤسساتها.
ويدل هذا على أن إفريقيا يمكن أن تعتمد على نفسها دون انتظار أطراف أخرى لمساعدتها"، مشيرا إلى ان بلدان الساحل تحوز الكثير من الإمكانيات للتغلب على التطرف العنيف.
وقال إن "مشكل تعريف التصورات لا يطرح في بلدان الساحل. لدينا تعريفا توافقيا للإسلام والتطرف والراديكالية"، داعيا بلدان المنطقة إلى ان تكون أكثر ممارسة وبراغماتية في الواقع".
وأضاف "تكلمنا كثيرا وقدمنا الكثير من الخطابات والمظاهرات في منطقة الساحل. حان الوقت اليوم للتوجه إلى المرحلة الموالية أي تجسيد معارفنا".
بناء مجتمع "صامد" في الساحل
ولدى تطرقه إلى دور العلماء والقيادات الدينية في محاربة التطرف، أكد إبراهيم كوني أن "لهؤلاء دور مهم وبارز" لأنهم هم "من يقدمون الصورة الحقيقية للإسلام لتنوير الناس حول المعنى الحقيقي لهذا الديني دين السلام والعيش معا".
وحول أهمية هذا الاجتماع الثاني حول "النداء من أجل الساحل"، أكدت المستشارة لدى الاتحاد البرلماني الدولي، الدكتورة سارة ماركيويكس، أنه "نعمل من خلال هذه الندوة، على إيجاد كيف يمكن لقادة المجتمعات ورجال الدين لعب دور في الوقاية من التطرف العنيف".
وصرحت السيدة ماركيويكس أنه "من المهم جدا الاستفادة من خبرة الجزائر التي لديها ليس فقط خبرة طويلة في إطار مكافحة الإرهاب بل أيضا كيف تغلبت عليه وبنت دولة قوية وآمنة".
وقالت "سيسمح هذا اللقاء بتبادل الخبرات بين خبراء الجزائر والساحل ومعرفة كيف يمكن لكل واحد مساعدة الآخر لبناء مجتمع صامد".
وحسب ممثلة الاتحاد البرلماني الدولي، يعتبر هذا اللقاء مناسبة لتوجيه نداء للمجتمع الدولي وإرسال رسالة واضحة بخصوص طبيعة المساعدة التي تحتاجها بلدان الساحل لاستتباب السلم ودعم الشباب.
ويشارك العديد من الخبراء والمرشدين الدينيين في أشغال الاجتماع الثاني لسلسلة الاجتماعات "النداء من أجل الساحل" التي بادر بها الاتحاد البرلماني الدولي أثناء قمته الدولية الأولى لمكافحة الإرهاب المنعقدة في سبتمبر 2021 بفيينا.