أحيت ولاية قالمة هذا الأحد الذكرى الـ 67 لاستشهاد البطل سويداني بوجمعة عضو مجموعة الـ 22 المفجرة للثورة التحريرية المباركة المولود في 10 جانفي 1922 بعاصمة الولاية فيما كتب له السقوط في ميدان الشرف يوم 16 أفريل من عام 1956 بواد مزفران جنوب القليعة (تيبازة).
وقد تم تخصيص برنامج لإحياء هذه الذكرى أشرفت عليه والي الولاية السيدة، حورية عقون التي تنقلت رفقة السلطات الولائية المدنية والعسكرية ومنظمات الأسرة الثورية وجموع غفيرة من المواطنين إلى النصب التذكاري المخلد للشهيد البطل والمنجز سنة 2017 على مستوى النهج الذي يحمل اسمه وسط مدينة قالمة للترحم على روحه الطاهرة.
وبدار الشباب محمدي يوسف زار الوفد الولائي معرضا للصور التاريخية حول حياة وكفاح الشهيد سويداني بوجمعة والذي نظمه متحف المجاهد بالولاية حيث شكلت الصور والوثائق المعروضة فرصة لاستحضار معاني البطولة وحب الوطن والتضحية التي كان يتمتع بها الشهيد الذي وهب حياته في سبيل الاستقلال وهو لم يتجاوز ال 34 سنة من عمره.
وتلقى المشاركون في إحياء الذكرى بعين المكان شروحات مفصلة حول محتويات المعرض ومن بينها تلك الصور الخاصة التي تخلد الفتى الشاب بوجمعة حينما كان عضوا فعالا في فوج النجوم للكشافة الإسلامية الجزائرية، وكذا لاعبا في فريق الترجي الرياضي الإسلامي القالمي.
وتناول المشاركون في إحياء الذكرى المواقف البطولية للشهيد في سن مبكرة من حياته رغم أنه كان يعيش في حي أوروبي وسط المدينة ومعروف بأناقته وذكائه وتفوقه الدراسي والرياضي، وهي المواقف التي ما تزال القصص المتداولة عنها راسخة في الذاكرة الشعبية لسكان الولاية.
ويذكر بعض الحاضرين في المناسبة بأن أولى المواقف النضالية التي سجلها البطل سويداني بوجمعة وهو لم يتجاوز 21 سنة كانت من خلال المظاهرة التي قادها رفقة زملائه سنة 1943 بقلب مدينة قالمة من أمام قاعة السينما المعروفة حاليا باسم
"سينما الانتصار" حيث عبر الشباب العرب عن رفضهم لسياسة التمييز العنصري للمستعمر الفرنسي وذلك بعد منعهم من دخول السينما بحجة تخصيص الدخول يومي السبت والأحد للأوروبيين فقط.
و حسب مختصر المعلومات المتداولة بعين المكان من مختصين في التاريخ وأعضاء للأسرة الثورية "لم تكن المظاهرة التي قادها سويداني بوجمعة من أمام قاعة السينما إلا بداية لمسار بطولي طويل كان مستهله وقوف البطل أمام المحكمة العسكرية التي أدانته ب3 أشهر غير نافذة لتتم محاكمته في المرة الثانية حينما تم القبض عليه وهو يحاول تسريب الأسلحة من الثكنة العسكرية ليقول أمام القاضي بكل فخر واعتزاز بأنه أراد استخدام هذه الأسلحة من أجل الانتقام لضحايا مجاز 8 ماي 1945 ليتنقل بعدها إلى النضال في أماكن عديدة من الوطن منها وهران والجزائر العاصمة وتيبازة التي سقط شهيدا فيها".
ولكون ذكرى 16 أبريل من كل سنة مزدوجة (يوم العلم وذكرى استشهاد سويداني بوجمعة) بولاية قالمة، احتضنت القاعة الكبرى لدار الشباب العديد من النشاطات
الفنية لأطفال المدارس قبل أن يتم تكريم الفائزين بالمنافسات النهائية لمسابقات ما بين الابتدائيات وما بين المتوسطات وما بين الثانويات المنظمة منذ مطلع الموسم الدراسي 2022-2023.