أحيت ولاية معسكر, هذا الأربعاء الذكرى الـ192 للمبايعة الأولى للأمير عبد القادر (الـ27 نوفمبر 1832) من خلال إقامة عدة أنشطة ثرية ومتنوعة.
وعرفت هذه المراسم حضور عدة مسؤولين وممثلين عن سفارة دولة فلسطين في الجزائر وولاة معسكر وغليزان وسعيدة ورؤساء وأعضاء للمجالس الشعبية الولائية لوهران وغليزان والنعامة وتوقرت وسعيدة وتيارت وتلمسان ومستغانم وممثلين عن جمعيات من ولاية معسكر وخارجها.
وتطرق مستشار وزير الثقافة والفنون اسماعيل يبرير في كلمة له بالمناسبة لمختلف جوانب حياة الأمير عبد القادر الذي "خاض الحرب ضد المحتل الفرنسي حيث أن خططه الحربية لا تزال تدرس إلى الآن في العالم", مضيفا بأنه "صانع مفاهيم حقوق الانسان من خلال مواقفه الإنسانية المتكررة".
كما أبرز نفس المسؤول "المواقف التي خلدها هو والرعيل الأول من المجاهدين" مشيرا إلى أن "الجزائر تستمد الكثير اليوم من مبادئ ومواقف مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الذي سجل حضورا بارزا في التاريخ الحديث".
ومن جانبه ذكر والي معسكر فؤاد عايسي أن إحياء هذه الذكرى التاريخية على مستوى معلم شجرة الدردارة لخير دليل على تواصل الأجيال وحرص الدولة على الحفاظ على مآثر الأمير عبد القادر.
وشملت هذه المراسم زيارة على مستوى دار قيادة ومحكمة الأمير عبد القادر بوسط مدينة معسكر معرضا حول المسيرة البطولية لمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة وكذا زيارة ورشة للتعريف بالفسيفساء الأثرية.
وبنفس المكان أعطيت إشارة انطلاق قافلة منظمة من طرف مديريتي الشباب والرياضة والتكوين والتعليم المهنيين والتي تضم 100 شاب بالولاية حيث ستجوب طيلة يوم المعالم التاريخية والأثرية التي تعود لفترة مقاومة الأمير عبد القادر للجيش الاستعماري الفرنسي.
كما تم بالمناسبة زيارة المعلم التاريخي لمسجد "المبايعة" بمدينة معسكر حيث تم الاستماع لعرض حول عملية ترميمه التي حظي بها ضمن برنامج قطاع الثقافة والفنون للسنة الجارية.
واحتضن موقع شجرة "الدردارة" التاريخي ببلدية غريس, الذي شهد المبايعة الأولى من القبائل للأمير عبد القادر من أجل الجهاد ضد المستعمر الفرنسي, معارض متنوعة شاركت فيها عدة هيئات ومؤسسات عمومية وجمعيات إضافة إلى حرفيين من مختلف مناطق الوطن وضم عدة أجنحة بينها ذلك المخصص لمقتنيات وأسلحة خاصة بالأمير بمدينة مليانة (عين الدفلى).
كما شملت المعارض كذلك أجنحة خاصة بالكتب التي تناولت مسيرة كفاح الأمير عبد القادر ولوحات زيتية وصور فوتوغرافية خاصة بمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة فضلا على ملصقات للتعريف بالتراث التاريخي والحضاري للأمير بمشاركة عدد من المتاحف العمومية على غرار المتحفين العموميين الوطنيين للخط الإسلامي لتلمسان و"أحمد زبانة" لوهران.
وأقيمت بموقع "الدردارة" التاريخي أيضا نشاطات فنية متنوعة منها تقديم استعراضات في الفنتازيا بمشاركة جمعية "الأمير عبد القادر" للفروسية لبلدية البنيان وتقديم عرض مسرحي بعنوان "المبايعة" من إنتاج المسرح الجهوي "بشير زحاف" لمعسكر إلى جانب تكريم الباحث في علم الآثار عبد القادر دحدوح نظير حصوله على جائزة أفضل كتاب علمي في الآثار والتراث بالوطن العربي لسنة 2024 والذي جاء بعنوان "سكة الأمير عبد القادر".
وتضمن البرنامج المسطر بمناسبة إحياء هذه الذكرى التاريخية زيارة المعلمين التاريخيين زمالة الأمير عبد القادر(العاصمة المتنقلة) ببلدية سيدي قادة وزاوية "سيدي محي الدين" ببلدية القيطنة مسقط رأس الأمير عبد القادر والتي احتضنت حفلا دينيا شمل ختم تلاوة القرآن الكريم من طرف طلبة ذات الزاوية وذلك بحضور شيخ المدرسة الطاهرية بأدرار مولاي عبد الله الطاهري.
وللتذكير, فان المبايعة الأولى للأمير عبد القادر التي جرت يوم 27 نوفمبر 1832 تحت شجرة الدردارة بسهل غريس تعد حدث تاريخي هام ساهم في تأسيس الدولة الجزائرية الحديثة وكذا الإعلان عن الجهاد ضد قوات الاحتلال الفرنسي.