دعا الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، غزالي أسوماني، طرفي النزاع في السودان (الجيش و قوات الدعم السريع شبه عسكرية)، إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية العسكرية" واحترام حياة المدنيين واستئناف المفاوضات لإيجاد حل سلمي للأزمة.
في بيان صادر عن الهيئة القارية، قال أسوماني رئيس جمهورية جزر القمر، إنه يتابع بـ "قلق بالغ" تطور الوضع في البلاد، ولفت أسوماني الى محادثاته الهاتفية التي أجراها الثلاثاء، مع الفريق أول عبد الفتاح البرهان قائد القوات المسلحة السودانية، و العقيد محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، مشيرا إلى أنّ المناقشات كانت "بناءة وواعدة".
وقال المسؤول ذاته أنّ الاتحاد الافريقي يدعو جميع الجهات الفاعلة في المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم لجهود الهيئة القارية الرامية إلى استعادة السلام والاستقرار في السودان.
وتشهد العاصمة السودانية، الخرطوم، ومدن أخرى اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 أفريل الجاري، فيما تتواصل عمليات إجلاء الأجانب من البلاد خوفاً من مزيد من تدهور الوضع الأمني.
اليونيسف تدعو لتوفير ضمانات أمنية لمواصلة الدعم الإنساني
دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إلى توفير ضمانات أمنية للمنظمات الإغاثية حتى يتسنى لها القيام بعملها وتوفير الدعم الإنساني في السودان الذي يشهد معارك بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وفي بيان له، ذكر مدير الإعلام والمناصرة في مكتب اليونيسف الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عمار عمار، أنّ تسعة أطفال حتى الآن لقوا حتفهم، فيما أصيب 55 آخرون في السودان، منذ بدء الاشتباكات في 15 أفريل الجاري.
وأكد عمار أنّ الوضع الإنساني في السودان كان "كارثيا حتى قبل الأزمة الحالية"، داعياً إلى إرساء هدنة إنسانية وتقديم الضمانات للمنظمات الإغاثية حتى يتسنى لها القيام بعملها وتوفير الدعم للأشخاص الأكثر ضعفاً.
وفي السياق ذاته، أوضح أنّ هناك أكثر من ثلاثة ملايين طفل يعانون بالفعل من سوء التغذية في السودان قبل الأزمة الحالية، منهم 611 ألفا يعانون من سوء التغذية الحاد ومن ضمنهم 50 ألفا بحاجة إلى رعاية علاجية مكثفة ومستمرة حتى يتحسن وضعهم، مضيفاً أنّ العديد من مراكز التغذية أو المستشفيات المتخصصة موجودة في مناطق الاشتباكات أو أقفلت بسببها وبالتالي هناك عدد كبير من الأطفال الذين لا يستطيعون الوصول إلى هذه الأماكن.
إلى ذلك، أشار المسؤول الأممي إلى أنّ هناك 15.8 مليون شخص في السودان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، من ضمنهم 8.5 مليون طفل، كما أنّ هناك 11 مليون شخص بحاجة إلى خدمات المياه الصالحة للشرب والإصلاح البيئي.
ولفت إلى أنّ الاشتباكات تشكل أزمة إنسانية فوق أزمة إنسانية أخرى، مؤكداً أنّ الوضع سيزداد سوءً بالنسبة لهذه الفئات.