قال البروفيسور موسى هواري أستاذ محاضر بجامعة الجزائر -قسم التاريخ- إن جرائم الثامن ماي 1945 و التي سقط خلالها عشرات الآلاف من الشهداء تمثل صفحة سوداء من صفحات الإجرام والقمع الفرنسي على مدار 132 سنة من الإحتلال الغاشم.
وأوضح الأستاذ موسى هواري لـ"إضاءات" في الذكرى السنوية ال 78 لهذه الجرائم بأن الحصيلة المعتمدة رسميا لعدد الشهداء و المقدرة ب 45 ألف تبقى من وجهة نظر عديد المؤرخين غير دقيقة لأنها من مصادر أميركية محضة، وذلك لغياب مؤسسات وطنية أنذاك قادرة على الجمع والإحصاء بسبب جدار التعتيم الاستعماري ، في وقت رجحت فيه بعض المصادر في الحركة الوطنية بأن العدد ربما تجاوز ال 80 الف شهيد.
وأضاف أستاذ التاريخ قائلا، "ماحدث جريمة ضد الإنسانية ولن تسقط بالتقادم ويتعين على الأجيال الإستمرار في مطالبة فرنسا بالاعتراف بمسؤوليتها والاعتذار للضحايا و عائلاتهم".
وضمن هذا السياق ، قال الأستاذ موسى هواري ، " فرنسا تواصل المضي في سياسة الإنكار وتسعى في نفس الوقت إلى طي صفحة ماضيها الاستعماري بالجزائر، ولكن المسؤولية تقع علينا جميعا من أجل العمل بلا هوادة على محاربة ثقافة النسيان وحماية الذاكرة الوطنية"
بدوره كشف محمد الشريف سيدي موسى أستاذ التاريخ بجامعة البليدة بأن الجزائر شاركت ب 170 ألف مقاتل دفاعا عن فرنسا و الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية.
وتابع يقول "خروج الجزائريين بمدن سطيف وخراطة وقالمة جاء بايعازمن قادة الحركة الوطنية أولا، الحرص على مشاركة الشعوب الأوروبية فرحة انتهاء حقبة النازية والفاشية وثانيا ، تذكير فرنسا بوعودها خلال الحرب بالعمل على مراجعة العلاقة مع جميع مستعمراتها."
ولاحظ الأستاذ سيدي موسى بأن الطريقة الدموية المنتهجة من قبل الاحتلال الفرنسي أثناء عملية القمع و التي استمرت حوالي ثلاثة أسابيع ساهمت في تحقيق و تعزيز الوحدة الوطنية و بروز الفكر الثوري المسلح بدء من عام 1947 و هذه المتغيرات عجلت بقيام ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 و التي كانت منعطفا حاسماعلى طريق انتزاع الحرية والاستقلال.