يتجه شبان المنتخب السنغالي لكرة القدم لأقل من 17 سنة لمنح بلادهم لقبا قاريا جديدا إثر صعودهم للمرة الأولى في تاريخهم إلى نهائي كأس إفريقيا للأمم للفئة، ولو بتأهل مثير ومعقد (5-4، اللقاء: 1-1) على حساب منتخب بوركينافاسو الذي استحق بدوره المرور إلى المحطة النهائية لولا افتقاده لبعض من الواقعية.
وتحت أجواء ممطرة، احتضن ملعب 19 ماي 1956 بعنابة أمس الأحد، مقابلة لحساب الدور نصف النهائي اتسمت بتنافس شديد بين شبان السنغال وشبان بوركينافاسو. وعادت الكلمة الأخيرة لأشبال "التيرانغا" الذين عرفوا كيف يصطادون "الخيول" وحصد الفوز الخامس تواليا في المنافسة ومعه بطاقة العبور للمشاركة في أول نهائي لهم لدى فئة دون 17 عاما.
وواجهت التشكيلة السنغالية صعوبات بالغة لتجاوز المربع الذهبي وعقبة منتخب بوركينافاسو وهو ما جسده تضييع النجم الصاعد عمارة ديوف لضربة جزاء مطلع الشوط الثاني، مهدرا على نفسه تسجيل الهدف السادس له وفرصة قتل المباراة مبكرا حيث كانت النتيجة للسنغال (1-0) منذ الدقيقة الـ26.
وأوضح مدرب منتخب السنغال سيرين ساليو ديا الأسباب التي صعبت من مهمة أشباله قائلا "واجهنا فريقا عنيدا وقويا فوق الميدان. منعرج اللقاء تمثل في تضييعنا لضربة الجزاء مطلع الشوط الثاني. طريقة لعب الفريقين مختلفة تماما حيث تعودنا نحن على الخروج بالكرة من منطقتنا عكس بوركينافاسو الذي يعتمد على اللعب الطويل واستغلال الكرات الثانية المرتدة وهو ما أثر على مردودنا نوعا ما، ناهيك عن الصراع البدني الذي تميز به اللقاء".
التقني السنغالي الذي كان له شرف إهداء بلاده أول لقب دولي، حينما قاد الفريق الأولمبي السنغالي (أقل من 23 سنة) للتتويج بالميدالية الذهبية للألعاب الإفريقية 2015، أضاف: " كنا مطالبين بالفوز مهما كان الأداء والأهم كان التأهل إلى النهائي. علينا حماية مهاجمنا عمارة ديوف من الضغط السلبي، فتضييعه لركلة الجزاء في الشوط الثاني لا يعني أن مستواه تراجع بل يبقى القائد الفني فوق الميدان".
وأدى المنتخب السنغالي مشوار البطل منذ دور المجموعات لهذه النسخة الـ14، إذ حقق العلامة الكاملة في الدور الأول للمجموعة الأولى التي بالجزائر العاصمة، بفوزهم على التوالي أمام الكونغو (1-0) والجزائر (3-0) والصومال (0-3).
وفي الدور ربع النهائي، قابل السنغاليون منتخب جنوب إفريقيا وسحقوهم بخماسية دون رد (5-0)، ليواصلون المغامرة والتوجه نحو الظفر باللقب وذلك بفضل الخط الهجومي الذي وقع 13 هدفا بقيادة "النابغة" عمارة ديوف (14 سنة) الذي سجل بمفرده خماسية، منصبا نفسه هدافا للدورة لحد الآن، تخوله لنيل جائزة "الكاف" لأحسن لاعب في المنافسة.
وتعيش الكرة السنغالية طفرة في النتائج الإيجابية على مستوى مختلف المنتخبات الوطنية استهلها المنتخب الأول الذي رصع قميصه بأول نجمة قارية حينما قاد النجم ساديو ماني المنتخب للتتويج بكأس أمم إفريقيا 2021 بالكاميرون، ليتبعه المنتخب المحلي المتوج شهر فيفري الفارط ببطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين بالجزائر، ثم تتويج منتخب أقل من 23 عاما بكأس أمم إفريقيا، ثم بلقب كرة القدم الشاطئية.
ولهذا يسعى جيل عمارة ديوف المواصلة على نفس الديناميكية ودخول التاريخ من أوسع أبوابه في حال نجاحهم في حصد الكأس الإفريقية لصنف الأشبال.
بالمقابل، أقصي منتخب بوركينافاسو بمرارة من نصف النهائي رغم البلاء الحسن الذي أبلته عناصر الفريق طيلة المباراة التي تمكن خلالها من تسجيل على السنغال أول هدف في الدورة، جاء بأقدام الفائز بجائزة "الكاف" لرجل اللقاء ايمانويل ويدراوغو الذي جسد سيطرة شبه تامة لفريق "الخيول" خلال الشوط الثاني.
غير أن حصة ركلات الترجيحية أو "ركلات الحظ" ابتسمت للفريق السنغالي بعدما ارتطمت الضربة الخامسة والأخيرة التي تولى تنفيذها المهاجم البوركينابي سليمان أليو في العارضة الأفقية حارما رفاقه من مواصلة الحلم.
وصرح المدرب المحنك براهيما طراوري "كنا بحاجة فقط لتسجيل الهدف الثاني. لم نكتف بهدف التعادل وواصلنا الحملات الهجومية، لكننا فشلنا في تسجيل أكثر من هدف بسبب نقص النجاعة أمام المرمى حيث حال التسرع دون تجسيدنا للفرص التهديفية التي سنحت لنا وهذا وارد لدى لاعبي فئة الأشبال".
وأحرز المنتخب البوركينابي عودة قوية في كأس إفريقيا للأمم لاقل من 17 سنة التي غاب عنها منذ 2011 وهي النسخة التي توج فيها بلقبه الوحيد لدى هذه الفئة، واقتطاعه تأشيرة المشاركة في مونديال الشباب.
وأضاف التقني البوركينابي "كنا نرغب في تنشيط النهائي والتتويج بالكأس لإدخال الفرحة في نفوس شعبنا، لكن نبقى فخورين بنتائج لاعبينا وسوف نحضرهم معنويا تحسبا لخوض المقابلة الترتيبية لانتزاع المركز الثالث".
وسيكون رفاق القائد شعبان كمارا أمام فرصة سانحة لنيل المرتبة الثالثة للمنافسة والصعود فوق منصة التتويج حينما يواجهون منتخب مالي الذي يعرفونه جيدا بحكم المواجهة التي جمعتهما في تصفيات المجموعة الثالثة (فوز مالي 1-0).
المباراة ستكون على الأقل لرد الاعتبار للمنتخب سيما وأنها ستجري يوم الخميس بأرضية الميدان الهجينة لملعب 19 ماي 1956 بعنابة على الساعة 20:00 الذي تعود عليها كلا الفريقين.
أما اللقاء النهائي، فسينشطه السنغال و المغرب يوم الجمعة 19 ماي بملعب نيلسون مانديلا بداية من الساعة 22:00.