أكد مدير الوكالة الموضوعاتية للبحث في علوم الصحة والحياة البروفسور، بن عربة بشير هذا الثلاثاء ان الجزائر تسعى لكي يكون لديها مكانة في مجال سوق النباتات الطبية والعطرية على المستوى العالمي وفقا للإستراتيجية الجديدة التي وضعتها السلطات.
وأوضح بن عربة بشير، لدى نزوله ضيفا على برنامج "ضيف الصباح" للقناة الإذاعية الأولى أن "الجزائر تصبو إلى تثمين النباتات الطبية والعطرية كمورد إستراتيجي، هام، خاصة وأنها تتميز بتنوع بيئي كبير سمح من إحصاء ما بين 3193 إلى 4 ألاف نوع نباتي، من بينها أكثر من 600 إلى 1000 نوع يمكن أن يكون لديه استخدامات طبية وصناعية".
كما أضاف أن "الإمكانيات المادية والبشرية المتوفرة والإرادة السياسية للسلطات، ستسمح على بلورة إستراتيجية حقيقية تعمل للمحافظة على الثروات التي تملكها الجزائر وتثمينها والعمل على فرض أنفسنا في هذه السوق الواعدة".
وتابع أنه "في إطار مهام الوكالة والتوجهات العامة للسلطات نعمل على تثمين ما تحتوي عليه الجزائر من ثروات في مجال النباتات بصفة عامة ومجال النباتات الطبية والعطرية بصفة خاصة".
وأشار خلال حديثه إلى أن "سوق النباتات الطبية على المستوى العالمي أصبحت سوقا واعدة بعد أن انتقلت سنة 2021 من 152 مليار دولار إلى 165 مليار دولار في 2022، وفي 2029 ستصل إلى 374 مليار دولار ونصف حسب التوقعات الدولية التي تشير أيضا أن "أكبر المستهلكين هم الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وبأن أكبر المصدرين هم الصين، الهند ومصر".
وكشف "ضيف الصباح" أن "إطلاق الشبكة الموضوعاتية للبحث الخاصة بالنباتات الطبية والعطرية بداية من شهر أكتوبر المقبل على منطقة ولاية تيسمسيلت وخاصة بالحظيرة الوطنية لثنية الحد، من طرف الأكاديميين والتقنيين وبالتنسيق مع السكان الذين يستعملونها بطرق تقليدية ستسمح من تثمين هذه الثروة وتحويلها إلى مورد طبي واقتصادي بإمتياز".
وتابع أن "60 إلى 70 من المائة من الأدوية المستخدمة حاليا تم تطويرها بشكل مباشر أو غير مباشر من جزيئات استخلصت من مواد طبيعية، كما أنه على المستوى العالمي هناك العديد من الأدوية في الطب الحديث أثبتت محدوديتها، لذلك فإن الصناعة الصيدلانية اليوم على المستوى العالمي تبحث عن جزيئات جديدة".
لذلك فقد أكد أن "الإستراتيجية الوطنية تتمثل في تثمين هذه النباتات لكي تصبح مصادر لجزئيات فعالة يتم إستخدامها بشكل مباشر على مستوى الصناعة الصيدلانية وعلى مستوى صناعة مواد التجميل والغذائية وإلى غير ذلك من الصناعات".
وأضاف بن عربة أن "الجزائر مطالبة بحماية مورثوها الطبيعي من النباتات الطبية والعطرية في ظل التطورات والتحديات التي يعرفها العالم خاصة في مجال الأوبئة".
وتابع أن "الجزائر تحتوى على خزان هام للمواد الفعالة، لذلك يجب أن تكون لديها- وفقا للإستراتيجية الجديدة- قاعدة معلومات حقيقية وتوجيه كل الجهود البحثية من أجل تثمين هذه النباتات".
من جانب آخر، كشف المتحدث أنه "من مادة فعالة طبيعية نستطيع تصنيع مواد يتم تجريبها على أساس أنها فعالة ضد السرطان، ويمكن التصنيع من هذه المواد أكثر من 200 مادة فعالة أخرى أثبتت فعالية كبيرة ضد السرطان على مستوى الخلايا والحيوانات المخبرية". مضيفا أنه "قبل تحويلها إلى أدوية يجب أن تمر بمراحل التجارب سريرية على أن تتحول في المستقبل إلى أدوية".
وأضاف أن "الوكالة الموضوعاتية للبحث في علوم الصحة والحياة، تهدف إلى تثمين هذه النباتات من خلال أبحاث متقدمة مع الشريك الاقتصادي والاجتماعي للحصول على جزئيات فعالة ستجعل من الجزائر قوة فاعلة على المستوى الإقتصادي والعلمي وفي تطوير الصناعة الصيدلانية الوطنية".