سجل رئيس الجمهورية، اليوم الخميس بموسكو، ارتياحه لـ"تطابق الرؤى" تجاه الملفات التي تم تناولها خلال المحادثات التي جمعته بنظيره الروسي، السيد فلاديمير بوتين، على غرار قضية الصحراء الغربية والقضية الفلسطينية والوضع بمنطقة الساحل.
وفي تصريح مشترك، رفقة الرئيس فلاديمير بوتين، أعرب رئيس الجمهورية، عن "ارتياحه لتوافق الرؤى تجاه الملفات التي تم تناولها خلال المحادثات، ومنها قضية الصحراء الغربية والوضع في منطقة الساحل والقضية الفلسطينية وكذا التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، فضلا عما يجري في ليبيا".
كما أضاف رئيس الجمهورية قائلا في السياق ذاته: "إننا متفقون مع كل ما جاء به فخامة الرئيس فلاديمير بوتين خلال تدخله''.
ومن جهة أخرى، وبعد أن أعرب عن "خالص الشكر" لنظيره الروسي على "كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال التي جعلتنا نشعر أننا في بلدنا"، أوضح رئيس الجمهورية أن زيارته لفيدرالية روسيا "تندرج في إطار الجهود التي يبذلها بلدانا لتوطيد علاقتهما الثنائية وتعزيز ديناميكية التعاون بيننا".
ووصف رئيس الجمهورية المحادثات التي جمعته بنظيره الروسي ظهيرة اليوم، بـ ''المثمرة والصريحة والصادقة"، بحيث "عكست مستوى العلاقات السياسية المتميزة وأكدت إرادتنا المشتركة لمواصلة التشاور السياسي التقليدي بين بلدينا''، يقول رئيس الجمهورية.
كما عرفت هذه المحادثات –يتابع رئيس الجمهورية- "التطرق، كأصدقاء، للعلاقات الثنائية في مختلف الميادين وسبل تعزيزها"، فضلا عن "تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية التي تهم الجزائر و روسيا".
وعلى الصعيد الاقتصادي، أوضح رئيس الجمهورية بأن هذه المناسبة، قد سمحت بتوجيه الشكر للرئيس الروسي على دعم بلاده لترشح الجزائر للانضمام إلى مجموعة البريكس"، حيث اتفقا على "المضي بالعلاقات الجزائرية-الروسية نحو المزيد من التعاون" وهو ما يعكسه التوقيع على تصريح الشراكة الاستراتيجية المعمقة التي "تشهد على حرصنا المشترك لتكثيف وتوسيع التعاون الثنائي، بما يتماشى مع مستوى علاقاتنا التاريخية التي تمتد إلى أكثر من 60 سنة".
ويتم تحقيق هذا الهدف -يتابع رئيس الجمهورية- من خلال "اعتماد خارطة طريق طموحة للتعاون الثنائي، ترمي إلى الاستفادة من أوجه التكامل الاقتصادي بين البلدين".
وفي هذا الإطار، لفت رئيس الجمهورية إلى أن توقيع الجزائر وروسيا على العديد من اتفاقيات ومذكرات التفاهم "يعكس بوضوح طموحنا إلى توسيع نطاق التعاون"، معربا، مرة أخرى، عن ارتياحه لمستوى العلاقات بين البلدين و"الديناميكية التي تطبعها خلال السنوات الأخيرة"، و التي "سنعمل على الارتقاء بها من خلال تشجيع التبادلات الاقتصادية والتجارية وتنشيط الشراكات، من أجل الاستفادة من أوجه التكامل الاقتصادي المتاحة في البلدين ومن تجرية فيديرالية روسيا في كل الميادين المفتوحة أمام التعاون الثنائي".
وفي هذا الشأن، توجه رئيس الجمهورية إلى المتعاملين الاقتصاديين في روسيا والذين دعاهم إلى "الاستثمار في الجزائر التي تتوفر اليوم على بيئة استثمارية ملائمة، بفضل الإجراءات التحفيزية والامتيازات التي يتضمنها القانون الجديد للاستثمار".
وعلى صعيد آخر، أكد رئيس الجمهورية امتنان الشعب الجزائري لروسيا على تخصيص ساحة عمومية جميلة جدا في قلب العاصمة موسكو تحمل اسم مؤسس الدولة الجزائرية الأمير عبد القادر، مذكرا بأن القيصر "نيقولا الثاني" كان قد منح هذا الزعيم الجزائري "وسام النسر الأبيض"، ليتم، في عهد الرئيس بوتين، إهداء الجزائر هذه الساحة العمومية التي تحمل إسم الأمير عبد القادر.
ومن جهة أخرى، أكد رئيس الجمهورية أن الجزائر أبت إلا أن تكرم آخر جنود الفيلق الروسي الذي كان قد اشتغل في الجزائر، مباشرة بعد الاستقلال، لنزع الألغام التي زرعت من طرف المستعمر الفرنسي على الحدود الجزائرية، والتي راح ضحيتها الكثير من الجنود الروس.
وفي سياق ذي صلة، أشار رئيس الجمهورية إلى إمكانية التوقيع، مستقبلا، على اتفاقيات يتم بموجبها الاعتماد عل مختصين من الأصدقاء الروس ل "تطهير المناطق التي كان المحتل الفرنسي قد أجرى بها تجاربه النووية إبان الفترة الاستعمارية".