أكد الأئمة الجزائريون, في الخطبة الموحدة بصعيد عرفة على مستوى خيم البعثة الجزائرية, هذا الثلاثاء بمكة المكرمة, التكامل بين الدين وحب الوطن، مستذكرين، في هذا المكان واليوم المباركين، تضحيات الشهداء والمجاهدين من اجل تحرير البلاد.
واستذكر الأئمة خلال هذه الخطبة، التي القيت بحضور وزير الشؤون الدينية والاوقاف, يوسف بلمهدي, عظم المشاعر المتواجدين فيها وتزامنها مع استعداد الجزائر للاحتفال بعيد الاستقلال والشباب الذي يدفع لاستذكار تضحيات الآباء والأجداد الذين جاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم من أجل الحرية والاستقلال في معركة التحرير.
كما استحضروا دور الأجيال في "المحافظة على إرث الشهداء, واستجماع الطاقات لخوض معركة البناء والتشييد والتعمير", مضيفين "من واجبنا اتجاه وطننا ونحن في هذه المشاعر المقدسة هو أن نكون سفراء حقيقيين له وتمثيله أحسن تمثيل إلى جانب المساهمة في الحفاظ على أمنه ووحدته والعمل على رقيه".
وفي هذا اليوم المبارك, تطرقت الخطبة التي جاءت تحت عنوان "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين", إلى الرسائل العالمية التي تضمنتها خطبة الوداع لرسول الله عليه الصلاة والسلام, وما عززته من كرامة وحرمة الإنسان وماله وعرضه, إلى جانب التأكيد على مبدأ المساواة بين البشر على اختلاف جنسياتهم وانتماءاتهم, داعين الجميع إلى المساهمة في نقل رسالة الحج الكبرى المتمثلة في "حرمة الإنسان وحرمة المكان وحرمة الزمان".
وأكدت أن يوم عرفة الذي يشهد أكبر تجمع على وجه المعمورة فرصة للبشرية ليتعاون عقلاؤها من أجل فسح المجال لهذه الأخلاق العالمية بأن ترقى بالإنسان وكرامته وتسعى لمعالجة آثار العولمة المادية.
وفي السياق ذاته, أوصى الخطباء من أعضاء لجنة الفتوى والمرشدين, بجعل صعيد عرفة وسائر المشاعر عنوانا للتعاون ونفع الناس تقيدا بتوصيات النبي الكريم, واعتماد الرفق, سيما مع الكبار والعجزة والمرضى وتفقدهم وانتظارهم ومساعدتهم على أداء المناسك, انتهاجا للإيثار الموصى به في دين الإسلام.
من جهة ثانية, ذكروا بجواز ترك المبيت بمنى والتوجه مباشرة إلى المبيت في الفنادق طيلة أيام التشريق للكبار والعجزة والمرضى وأصحاب الأعذار, حرصا على حمايتهم من المبيت في الأماكن غير المناسبة, سيما بعد ارتفاع عدد الحجاج الجزائريين واحتمالية ألا تسع الخيم أعدادهم.