الإذاعة الوطنية تنصّب مسؤولي مراكزها في الولايات العشر الجديدة: خطوة أخرى لتكريس حق المواطن في الإعلام

يعتبر حق المواطن في الإعلام، في كل شبر من هذا الوطن الغالي، مقدسا ومكرسا دستوريا؛ وقد جاء دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لعام 2020، الذي رسم معالم الجزائر الجديدة، بما حددته لنفسها، وبسواعد نسائها ورجالها المخلصين، من أهداف سامية ونبيلة، تقترن فيها التنمية بالأمان والرفاه، وبالحقوق والحريات، جاء ليكرس هذا الحق، تماما كما كرس حقوقا أخرى، أهمها العدالة الاجتماعية، والعيش الكريم.

ولعل من أكبر مؤشرات ودلائل تكريس حق المواطن في إعلام وطني جاد، و موضوعي وهادف، يزاوج بين الحرية، ومصالح الوطن وانسجام كيان الدولة والمجتمع والدفاع عنهما، وهو المسعى الذي يدخل في صميم التزامات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في هذا الباب، والتي ترجمها القرار الرشيد القاضي بتمكين الولايات العشر الجديدة، إن قزام وإن صالح وبرج باجي مختار وجانت وتيميمون وبني عباس والمنيعة والمغير وتقرت وأولاد جلال، من مراكز للإذاعة الجزائرية جاهزة بشريا وماديا، لتقديم الإضافة المطلوبة، تعميقا وترقية لحق مواطنينا بها في الإعلام، ومرافقة للتنمية المحلية، وتعزيزا لأسباب الاتصال والتواصل الهادئ بين المواطن وبين مسؤولي ومؤسسات دولته، ما يسمح بتقديم المعلومة الصحيحة، والإجابات الرسمية لتساؤلات واهتمامات وانشغالات المواطنين، و يضيق بالنتيجة، مساحات الأخبار الكاذبة والمزيفة، و الإشاعات المغرضة والهدامة. كما يسمح أيضا بترقية الفنون والثقافة، والتعريف بإبداعات الشباب إنجازاتهم، باللغتين الوطنيتين، العربية والامازيغية، بكل مشتقاتها التعبيرية، وفي ذلك تحصين لمناعة وانسجام كل مكونات الأمة الجزائرية الأصيلة.

كم نحن سعداء اليوم كأفراد في أسرة المؤسسة العمومية للإذاعة المسموعة،  و نحن ننال شرف تنفيذ جزء آخر بسيط، ولكنه هام جدا، من التزامات السيد رئيس الجمهورية، بقيامنا في اليومين الماضيين، وعشية عيدي الاستقلال والشباب، بتنصيب مسؤولي مراكز الإذاعة الجزائرية في هذه الولايات، بمشاركة محمودة ومشجعة من السادة ولاة الجمهورية، ورؤساء المجالس المنتخبة، إيذانا بتعميق وتوسيع نشاطها وتحسين أدائها، وهو ما يمثل في تقديرنا المتواضع إنجازا ، بل أغلى هدية تقدمها جزائرنا الجديدة الواعدة، تحت قيادة السيد الرئيس، لكل المواطنات والمواطنين في هذه الولايات الناشئة، و في هذا العيد الـ 61 لاسترجاع السيادة على الجغرافيا والتاريخ والهوية والاقتصاد والموقف والإعلام.

الإنجازات، لله الحمد والمنة، كثيرة، والخيرات وفيرة، وأعيادنا نتمناها، بل نريدها، دائما زاخرة بالانتصارات والمكاسب، عامرة بالأفراح، لأنها أعياد جزائر الخير، والأمن والأمان، والتنمية والرفاه.

شكرا لكم سيدي الرئيس، وهنيئا لجزائرنا الحبيبة بشعبها وجيشها الأبي سليل جيش التحرير، كل هذه الإنجازات التي ترفع شأننا وتزيدنا عزة وفخرا بين الأمم.

محمد بغالي

المدير العام للإذاعة الجزائرية.