أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الثلاثاء، أن العلاقات بين الجزائر وموريتانيا "عريقة وتعرف تطورا لافتا ازدادت وتيرته في المدة الأخيرة بفتح المعبر الحدودي".
وقال الرئيس تبون في ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الموريتاني، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، عقب المحادثات التي جمعت بينهما بمقر رئاسة الجمهورية، أن هذه المحادثات كانت "ثرية" وشكلت "فرصة للتطرق للعديد من جوانب التعاون الثنائي والعلاقات بين البلدين الشقيقين"، مؤكدا أن هذه العلاقات "عريقة وتعرف تطورا لافتا ازدادت وتيرته في المدة الأخيرة بفتح المعبر الحدودي".
وأوضح أن هذا المعبر الحدودي "أصبح بالفعل جسرا للتواصل بين سكان المنطقة الحدودية وضاعف من مستوى التبادل التجاري"، معتبرا أنه "مكسب هام تعزز بإنجاز آخر وهو اللجنة الثنائية الحدودية التي استحدثت مؤخرا برئاسة وزيري الداخلية للسهر على التعاون الثنائي في المناطق الحدودية ومتابعة التنسيق الأمني".
وشدد رئيس الجمهورية على أن علاقات التعاون والشراكة بين البلدين حققت "مكاسب في العديد من المجالات"، مشيرا إلى أنها "تتطلب اليوم توفير شروط ترقيتها وتذليل ما بقي من الصعوبات للوصول إلى التنمية المشتركة والمستدامة التي نتطلع إليها جميعا".
وبذات المناسبة، عبر الرئيس تبون عن "ارتياحه الكبير" لزيارة الرئيس الموريتاني التي "أتاحت لنا فرصة إثراء الإطار القانوني المنظم للتعاون الثنائي من خلال التوقيع على جملة من الاتفاقيات شملت العديد من القطاعات، تمهيدا لتوسيع التعاون إلى ميادين أخرى وتهيئة للظروف المواتية لرجال الأعمال والمتعاملين الاقتصاديين للمساهمة في الدفع بالتعاون الاقتصادي والتجاري وبناء شراكة قوية وضرورة البدء في إنجاز طريق تندوف-زويرات".
وفي سياق متصل، لفت رئيس الجمهورية إلى أنه خلال تبادل الآراء والأفكار مع أخيه الرئيس الغزواني حول راهن العلاقات الأخوية، تم استحضار "محطات من تاريخنا المشترك وصفحاته المشرقة وكيف كان علماء الجزائر من مختلف المدن والحواضر يسافرون رغم المسافات والمشاق إلى بلاد شنقيط للعلم والتعليم".
وأضاف أنه "علاوة على العلاقات الثنائية المتميزة بين شعبينا"، فإن زيارة الرئيس الغزواني شكلت "سانحة لتبادل الرؤى ووجهات النظر حول مختلف المسائل التي تهم بلدينا ومجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة الوضع في ليبيا، وفي منطقة الساحل".
كما سمحت -يضيف رئيس الجمهورية- بالتطرق إلى "العمل العربي المشترك الذي حظي في المحادثات باهتمام خاص، لاسيما وأن الجزائر ستحتضن قريبا القمة العربية التي نأمل أن تكون قمة جامعة وموحدة للصف العربي".
وأردف الرئيس تبون قائلا أنه "في ظل سياق دولي متأزم تطبعه التحديات والتهديدات، تطرقنا إلى أولوية تضافر جهودنا وتنسيق مواقفنا"، مشيرا إلى "تطابق وجهات النظر حول هذه القضايا وتوافق مواقفنا بشأنها".
وخلص رئيس الجمهورية إلى التأكيد مرة أخرى بأن "الجزائر ستبقى حريصة على توطيد علاقات الأخوة وتوسيع مجالات التعاون بالتمكين لديناميكية جديدة تعزز الشراكة التي نتطلع إليها خدمة لشعبينا الشقيقين وللمنطقة".
الرئيس الموريتاني يؤكد أن زيارته إلى الجزائر "مثمرة وبناءة"
من جهته أكد رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم الثلاثاء، أن زيارة الدولة التي يقوم بها إلى الجزائر "مثمرة وبناءة" وستسمح بالارتقاء بعلاقات التعاون بين البلدين الى مستوى "الأخوة والصداقة التي تربط الشعبين الشقيقين".
وقال الرئيس الغزواني في ندوة صحفية مشتركة مع رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، عقب المحادثات التي جمعت بينهما بمقر رئاسة الجمهورية، أن زيارته إلى الجزائر "مثمرة وبناءة، جددنا خلالها عزمنا المشترك على مضاعفة الجهود سويا من أجل الدفع بالتعاون بين البلدين إلى مستويات أكثر تنوعا ورسوخا، خدمة لمصلحة الشعبين والمغرب العربي الكبير والأمة الإسلامية عموما".
وشدد على أن علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين "واسعة ومتنوعة ومتجذرة في التاريخ"، مضيفا بالقول "نحن نعمل الآن على تعميقها والارتقاء بها لتكون في مستوى الأخوة والصداقة التي تربط الشعبين الشقيقين".
وأوضح أن زيارته شكلت "فرصة لترسيخ علاقات التعاون"، لافتا إلى أن ذلك "تجلى في التوقيع على العديد من الاتفاقيات في مجالات مهمة".
وأضاف الرئيس الموريتاني أن زيارته الى الجزائر سمحت أيضا بالتطرق الى العلاقات الثنائية واستعراض "أبرز القضايا الدولية والإقليمية التي تهم البلدين".
وبذات المناسبة، تقدم الرئيس الموريتاني بشكره للرئيس تبون على "دعوته الكريمة"، معربا له عن "عميق ارتياحه" والوفد المرافق له "لما حظي به من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة".