"لالّة فاطمة نسومر": عمل ثوري يخلّد مآثر البطلة الرمز

lalla_fadhmansoumer.jpg
09/07/2023 - 14:30

عُرض مساء السبت العرض الشرفي لملحمة "لالّة فاطمة نسومر" التي أنتجها مسرح تيزي وزو الجهوي، في اشتغال ركحي على سيرة البطلة الجزائرية الشهيرة فاطمة سيد أحمد قائدة المقاومة الشعبية ضد المحتل الفرنسي، والمكنّاة لالّة فاطمة نسومر (10 جويلية 1830 – سبتمبر 1863).

على ركح المسرح الوطني الجزائري، قدّمت نبيلة إبراهيم زايدي العمل باللغة الأمازيغية، وفي حضور الوالدة الرؤوم، حرصت نبيلة على الوفاء لروح زوجها الفنان الراحل ياسين زايدي (1974 – 2021).

وبالاتكاء على نص علي بودارين ودراماتورجيا نور الدين آيت سليمان، طرحت نبيلة على مدار تسعين دقيقة، عملاً ثورياً جميلاً أبرز مآثر امرأة شجاعة واجهت ببسالة الاستعمار المقيت.

وجرت العودة إلى المدرسة القرآنية التي كان يديرها والد لالّة فاطمة نسومر، حيث تلقت بعد سنوات قليلة من غزو فرنسا للجزائر العاصمة، أولى تعاليمها حول القيم الإنسانية والعدالة واحترام الدين وتقاليد الأجداد، وأدركت الفتاة فاطمة مرامي السياسة التوسعية للجيش الاستعماري على أراضي أجدادها.

وقررت البطلة بعد عمل تأملي وأصوات بثت في المسرح تذكرها بوجود أرواح واقية منها روح والدها: "أي كائن عادل يدافع عن شرفه وشرف وطنه سيجد عون الله إلى جانبه"، خوض المقاومة لمواجهة النوايا الماكرة للجيش الاستعماري الفرنسي.

وبرفقة شقيقها السي طاهر، قادت لالّة فاطمة نسومر، باقتدار المقاومة الشعبية، وانتصرت في عدّة معارك وعمليات، مستغلة تواجد المقاوم الشهيد

محمد لمجد عبد المالك والمكنّى "السي شريف بوبغلة" في صفوفها، علماً أنّ هذا البطل الذي دوّخ فرنسا، استرجعت السلطات الجزائرية جمجمته في جويلية 2020 إلى جانب 23 جمجمة أخرى لشهداء الواجب من متحف التاريخ الطبيعي بباريس.

وبعد مسار ثوري مبهر، اعتقلت لالة فاطمة نسومر عام 1857 بعد أن أثارت الدهشة وزرعت الشكوك في أوساط ضباط الاستعمار لاسيما الماريشال راندون، وظلّت البطلة الجزائرية الأصيلة محبوسة إلى غاية رحيلها عام 1863.

وشهدت المسرحية حضوراً لافتاً لكوكبة من الفنانين على غرار ميليسا ساخي في دور لالّة نسومر، وحمزة بوقير في دور سي الطاهر، في حين أدى محمد زواوي دور السي شريف بوبغلة.

وتولّى الفنان سليمان حابس تصميم الرقصات التي صوّرت عنف المواجهات في المشاهد القتالية والتي أديت تحت إيقاعات الموسيقى التصويرية التي تفنّن جمال كالون في توقيعها، والتي شكّلت جانباً آخر من جوانب العرض الناجحة وعكست مشاعر قوية في ظل أجواء ملحمية.

أما السينوغرافيا فقام عبد الرحمن زعبوبي بتأثيثها، وجمعت بين ديكور عملي وإضاءة محكمة، على نحو أضفى جواً مهيباً على هذه اللوحة ثلاثية الأبعاد التي جمعت بين الجوانب التاريخية والتراثية والثقافية للجزائر.