صلاح الدين الأخضري: “ حمينة… ذاكرة السينما الجزائرية بثلاثية الزمان والإنسان والأرض”

كشف الكاتب والإعلامي صلاح الدين الأخضري عن جوانب خفية وشبه مجهولة من سيرة المخرج الجزائري العالمي محمد الأخضر حمينة، مشيدًا بصرامته الفنية ودقته اللافتة في تتبع التفاصيل السينمائية، إلى درجة حفظه الدقيق لمشاهد أفلامه كأنه لا يزال يعيش في كواليسها.

وقال الاخضري  لدى حلوله ضيفًا على برنامج “مسميات” إن حمينة لا يتعامل مع السينما كمهنة فنية فحسب، بل كحياة يومية، وكجزء من تكوينه الوجداني. وأضاف أن الرجل لا يترك تفصيلاً بصريًا يمرّ مرور الكرام، سواء في الإضاءة أو زاوية التصوير أو حتى حركة الممثل، مشيرًا إلى أن هذه الصرامة ليست عبئًا بل سر من أسرار تميّز أعماله.

وتوقف الأخضري عند التكريم الذي حظي به حمينة مؤخرًا في مهرجان كان السينمائي، بمناسبة مرور خمسين سنة على فوزه بالسعفة الذهبية عن فيلم وقائع سنين الجمر سنة 1975، معتبراً أن هذا التكريم العالمي يؤكد مجددًا أن حمينة ليس مجرد مخرج، بل ذاكرة حية للسينما الجزائرية.

وفي سياق أكثر حميمية، تحدّث ضيف البرنامج عن العلاقة التي تربطه بحمينة، مؤكدًا أنه لمس فيه إنسانًا بسيطًا، نبيلاً، حافظًا لروحه البدوية رغم تجربته الواسعة في كبريات المحافل العالمية. وأشار إلى أن حمينة لم يفقد صلته بأصوله، وأنه لا يزال يحمل في شخصيته نكهة المسيلة، مدينته الأم، التي تشكل خلفيته الثقافية والوجدانية.

واعتبر الأخضري أن مسيرة محمد الأخضر حمينة تثبت أن الانتماء للأرض لا يتناقض مع التحليق في العالمية، بل يعززها، لافتًا إلى أن أفلامه الكبرى لم تكن فقط تعبيرًا فنيًا، بل سردًا بصريًا للوجدان الجزائري، ولأحلامه ودموعه.