"فلسطين المغدورة": قراءة مغايرة لمتن كاتب ياسين

قدّم المخرج أحمد رزاق، الخميس، قراءة مغايرة لمتن الكاتب المسرحي الجزائري الكبير كاتب ياسين (2 أوت 1929 – 28 أكتوبر 1989).

أتى ذلك في اشتغال رزاق على نصي "الجثة المطوقة" (1959) و"فلسطين المغدورة" (1977) لكاتب ياسين.

وفي تجربة (65 دقيقة) عالجها "محمد الأمين بحري" درامياً، جرى طرح رؤية معاصرة لنضال وصمود وجراحات القضية الأمّ وشعبها الأبيّ.

وفي خضمّ حرب الإبادة المستمرة ضدّ الغزاويين، حرص مسرح تيزي وزو الجهوي ومديره الفنان عبد الرحمان زعبوبي، على استقراء الراهن.

وعلى ركح محي الدين بشتارزي بالعاصمة، تعاطى العمل مع ظلال "الصمت المذنب" و"التواطؤ" إزاء عدوان يستمر للشهر التاسع عشر توالياً.

واتكأ سياق التجربة على قصة الشاب الفلسطيني محمد زيتون الذي يُجبر قهراً على التخلي عن أرضه ومنزله.

وبطاقم ضمّ عشرون مؤدياً بينهم بلقاسم لعطاري وويزة نجيمي، واجه محمد (مالك فلاق) لفيف الصهاينة الغاصبين وجبهة "المتآمرين".

وانطوت مسرحية "فلسطين المغدورة" على عدّة مآخذ، بينها ارتضاء نسق "المباشرة".

وأخذت هذه "المباشرة" طابعاً موغلاً، خصوصاً في لوحة الشهيدة شيرين أبو عاقلة، ومشهديات أخرى.

وشهدت المسرحية حضوراً مفرطاً لـ "حشود من المؤدين"، ما ولّد تساؤلات عن الجدوى في عمل واكبته "خديجة قميري" كوريغرافياً.  

وأقرّ أحمد رزاق بـ "صعوبة (اقتباس) عمل لكاتب ياسين"، وقال إنّ الأمر تطلب "جرأة".

ونوّه رزاق إلى أنّ المسألة موصولة بتعدّد نص "فلسطين المغدورة" وتشكّله عبر عدّة نسخ.

وقام ياسين بحزمة تعديلات تباينت زمن "اتفاقية كامب ديفيد" (17 سبتمبر 1978) والسنوات التي أعقبتها.

وتبنى ياسين في مسرحية "فلسطين المغدورة" فلسفة ثوريةً بمعنى الكلمة.

وسعى إلى كشف المستور في قضية فلسطين الأبيّة، والثورة ضدّ الظلم والطغيان الصهيونيين.

وشجب ياسين التخاذل العربي تجاه القضية الأمّ، وأبرز ذلك عبر لوحات متتالية عرّت هزال الوقائع السياسية.

وفي نصية "فلسطين المغدورة"، اعتمد ياسين طابعاً ملحمياً أقحم فيها عدّة حيثيات تخصّ صراع العرب مع الكيان.        

رابـــــــح هوادف – ملتيميديا الإذاعة الجزائرية