أثار سياسيون مغاربة من جديد قضية الأمن الغذائي والمائي الذي بات يؤرق الشعب بعد السماح للكيان الصهيوني بإقامة مشاريع زراعية جديدة، تستهلك الكثير من المخزون المائي بالمغرب، وهذا رغم الأزمة التي تعرفها البلاد خلال السنوات الأخيرة.
ونبهت المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية بمجلس النواب المغربي إلى الترخيص لمشروع صهيوني لزراعة فاكهة "الأفوكادو" في مساحة تقدر ب500 هكتار، وهو الترخيص الثاني المعلن عنه، بعد الأول قبل عامين، مما يستدعي مساءلة المسؤولين عن الغاية من هذه الزراعات التي تنهك المخزون المائي والتي يستفيد منها بالدرجة الاولى الكيان الصهيوني، بينما يضر بالمصالح المغربية.
ويدخل هذا المشروع ضمن مشاريع زراعية صهيونية كثيرة سبق أن كشف عن جزء منها الأستاذ الجامعي المتخصص في الزراعة محمد الناجي خلال ندوة نظمها مرصد مناهضة التطبيع قبل أسابيع، حيث صرح أن شركات صهيونية بالمغرب (أغلبها غير معروفة) تستحوذ على 80 بالمائة من البذور المستخدمة في الفلاحة بالمملكة.
وحول حقيقة تهديد هذه المشاريع للأمن الغذائي للمغاربة، صرح عبد الصمد فتحي، رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، وهي أكبر هيئة بالمغرب داعمة للقضية الفلسطينية ومناهضة للتطبيع، ان الكيان الصهيوني يهدد الأمن الغذائي للمملكة حقا، لافتا أن "معيشة المغاربة تأزمت، والأسعار ارتفعت، بسبب جشع الصهاينة المتحكمين في البذور، والحاكمين الجشعين المفترسين الذين يتحكمون في المحروقات والأسمدة وسلاسل الإمدادات وشبكات التسويق".
واستطرد يقول: "لقد بشرونا بأن التطبيع سيكون سببا للرخاء والازدهار الاقتصادي للمغرب لكن منذ توقيع التطبيع مسكت السماء قطرها، فشاهدنا أعواما من الجفاف لم يشهد لها المغرب مثيلا منذ 40 سنة".
ولفت إلى أن الشعب المغربي يعيش اليوم "واقعا مزريا منذ تطبيع النظام مع الكيان الصهيوني، وقد حذرنا قبل التطبيع وأثناءه من مخاطره على المغرب، فضلا عن كونه خيانة للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني. ورفعنا صوتنا عاليا محذرين من فساد الصهاينة وغدرهم ومكرهم، ونبهنا إلى التجارب السابقة للكيان الصهيوني مع الدول المطبعة وما خلف ذلك من مصائب ونكبات على مستوى اقتصاد البلدين".
وأردف: "كيف لا تمسك السماء قطرها ونحن نضع أيدينا في أيدي القتلة الذين عاثوا في الأرض فسادا ولا يصلحون، وقد شاهد المغاربة ارتفاعا للأسعار بشكل مهول لم يسبق له نظير في الوقت الذي كان المطبعون يبشروننا بالرخاء والنماء، فعرفنا تضخما و ركودا اقتصاديا وترديا اجتماعيا، في الوقت الذي يجني فيه الصهاينة والمطبعون مكاسب ومغانم على حساب الشعب والوطن ويسجلون أرباحا عالمية غير مسبوقة".
ثم انتهى إلى "أننا اليوم بارتهاننا إلى الصهاينة، مهددون في أمننا الغذائي واستقرارنا السياسي، لأن الصهاينة لم يكونوا في يوم من الأيام عنصر تنمية ورخاء، ولا عنصر استقرار ولا وحدة بل كانوا عنصر جشع وفساد وتمزيق وإشعال الحروب وإثارة الفتن"، مجددا دعوته "لفك الارتباط مع الكيان الصهيوني واستبداله بالارتباط بالشعب، الذي هو قادر على تحقيق المعجزات إذا وجدت إرادة وحرية".