مفدي زكريا: مآثر مبدع الإلياذة

moufdi-zakaria.j
19/08/2023 - 08:41

شكّلت الذكرى الـ 46 لرحيل زكري بن سليمان الشهير بـ "مفدي زكرياء"، مناسبة لاستحضار جوانب خفية في مسار شاعر الثورة الجزائرية الذي خلّد ملحمة الكفاح في عمله الشائق "الإلياذة".   

يشير المؤرخ محمد لحسن زغيدي، إلى الحس الوطني العالي لمفدي منذ صغره، وذلك بتأثير من عائلته، وتكوينه السياسي الثقافي الراقي الذي رسم توجهه، حيث استلهم أشعاره من التراث الجزائري الثري.

واعتبر زغيدي أنّ مفدي واحد من الجيل الأول لمؤسسي الحركة الوطنية وذلك رغم حداثة سنه، حيث واكب الإرهاصات الأولى لميلاد الحركة الوطنية الجزائرية، وهو من مؤسسي نجم شمال إفريقيا وحزب الشعب الجزائري، كما ساهم في النضال الوحدوي المغاربي، وجرى حبسه في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي، والتحق غداة اندلاع ثورة التحرير الوطني بجيش التحرير الوطني.

وذكر زغيدي أنّ مفدي "ترك تراثاً غنياً يضمّ نخبة من الدرر"، على غرار الأغاني الثورية بالعربية الفصحى، ونصوص باللغة العامية وأغانٍ وقصائد شعرية عن الحب، ونصوص مسرحية وأخرى تتناول مواضيع في السياسة بالإضافة إلى نصوص نقدية.

من جهته، تناول الأستاذ أحمد بافضل حفيد الشاعر، رسائل مفدي لعائلته سواء خلال فترة تواجده بالسجون الاستعمارية أو خلال تنقلاته عبر العالم خدمة للقضية الوطنية.

وذكر بافضل أنّ الرسائل التي جمعها نجله سليمان الشيخ ونشرت لأول مرة سنة 2022 بمناسبة معرض الجزائر الدولي للكتاب، سلّطت الضوء على الجوانب العائلية في حياة مفدي وعلاقته مع أسرته وهو "الجانب الخفي الذي لم تركز عليه باقي المؤلفات التي تناولت جوانب إبداعه الشعري و النضالي".

بدوره، تطرق جابر باعمارة أمين عام مؤسسة مفدي زكرياء، إلى حرص الأخيرة على تبليغ رسالة شاعر الثورة وعملها الدؤوب على جمع التراث من مؤلفات ومخطوطات وتسجيلات صوتية وحفظها للأجيال القادمة باعتبارها جزءً من الذاكرة التاريخية الوطنية .

من جهته، أشار رئيس بيت الشعر الجزائري، سليمان جوادي، إلى أنّ مفدي زكريا يبقى أيقونة الشعر الثوري في الجزائر وفي العالم العربي، وأسهم في عودة الوعي من أجل مكافحة الاستعمار بقصائده الشعرية"، معرباً عن أمله في ترسيم يوم 17 أوت الذي فاضت فيه أنفاس مفدي، يوماً وطنياً للشعر.

مفدي زكرياء في سطور

  • يُعتبر مفدي زكرياء شاعر الثورة الجزائرية، الذي خلّد تاريخ الجزائر في الإلياذة التي بلغت ألف بيت من الشعر.
  • اسمه الحقيقي، زكري بن سليمان، وُلد في الثاني عشر جوان 1908 بأحد قصور بني يزقن في ولاية غرداية.
  • درس في كتاتيب مسقط رأسه، ثم واصل تعليمه بمدرسة العطارين والمدرسة الخلدونية في تونس، قبل أن يتخرج من الزيتونة.
  • بدأ كفاحه السياسي مطلع ثلاثينات القرن العشرين، شعرًا ونضالاً، ونشط بشكل فاعل في الحركة الوطنية الجزائرية.
  • اعتقل 3 مرات بين عامي 1937 و1946، وانضمّ إلى ثورة التحرير، قبل أن يُسجن في بربروس عام 1955 وهناك ألّف نشيد "قسمًا".
  • فرّ من السجن في الفاتح فيفري 1956، وساهم في تأسيس جريدة المجاهد.
  • تأثر مفدي بواقع الجزائر المثخن بجراح الاستعمار، فكان شعره سفيرًا تحرريًا للقضية الوطنية، مرددًا: "أنا إن مت فالجـزائر تحيا ... حرة مستقلة لن تبيدا".
  • كرّس مفدي الالتزام في دواوينه: "ظلال الزيتون" و"اللهب المقدس"، "من وحي الأطلس" وغيرها، تاركًا بصمته على الحياة الثقافية الجزائرية.
  • شارك مفدي بشكل فعّال في مؤتمرات الفكر الإسلامي، وألقى ديوان إلياذة الجزائر في ملتقى الفكر الإسلامي بالعاصمة سنة 1972.
  • حصل على العديد من الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير.
  • توفي مفدي زكريا يوم 17 أوت 1977 بتونس ودُفن في بني يزقن بغرداية، وأوصى بتحويل بيته إلى مركز إشعاع علمي.

رابـح هوادف – ملتيميديا الإذاعة الجزائرية

تحميل تطبيق الاذاعة الجزائرية
ios