أعلن جوش بول مدير مكتب شؤون الكونغرس والشؤون العامة بوزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الخميس، استقالته من منصبه، بعدما رفض أسلوب إدارة بايدن في تقديم ما سماها "المساعدات الأمريكية القاتلة" لدولة الكيان الصهيوني، واعتراضه على "نهج إدارة بايدن تجاه غزة"، هذه الأخيرة تكابد عدواناً غاشماً منذ 13 يوماً.
في حوار نشرته صحيفة "هافينغتون بوست"، أوضح بول: "شعرت أني مضطر إلى القيام بذلك، لأني لست أستطيع الضغط من أجل سياسة أكثر إنسانية داخل الحكومة الأمريكية.
وشرح بول الذي أمضى أكثر من 11 عاماً في مكتب الشؤون السياسية العسكرية التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، وتولّى صفقات الأسلحة: "حصلت على نصيبي العادل من المناقشات والجهود الرامية إلى تغيير السياسة بشأن مبيعات الأسلحة المثيرة للجدل، وكان من الواضح أنه لا يوجد جدال في هذا الأمر، ونظراً لأنني لم أتمكن من تغيير أي شيء، فضّلت الاستقالة".
ونقلت صحيفة عن بول، قوله: "الإدارة تلقت توجيهًا واضحًا من أعلى إلى أسفل بأننا نمضي قدمًا بكل ما في وسعنا"، مبرزاً أنّ عدّة مسؤولين داخل إدارة بايدن، يريدون من الولايات المتحدة أن تشجع الكيان على ضبط النفس والقلق على المدنيين، إنهم يعانون من تأثير مخيف".
وفي أولى ردود الفعل، أثار إعلان جوش بول عن استقالته صدمة في وزارة الخارجية يوم الأربعاء، وقال إنه اندهش من الطريقة التي تلقى بها زملاؤه في الحكومة وفي الكونغرس رسالته الداخلية، معلّقاً: "فوجئت بعدد الأشخاص الذين قالوا: نحن نفهم تمامًا من أين أتيت، ولدينا مشاعر مماثلة ونتفهم ذلك".
وأضاف: "كنت محظوظاً جداً لأنني أعتقد أنه لو لم أكن كذلك، لكنت طُردت بدلاً من أن يكون لدي الوقت للتفكير في الأمر والاستقالة”.
وأشار بول إلى أنه شعر بأنه كان قادراً على استخدام دوره لإحداث "عدّة خلافات بشأن قرارات الإدارة المعلقة بنقل الأسلحة الفتاكة إلى البلدان التي تنتهك حقوق الإنسان”، و”لصياغة السياسات والممارسات التي تعزز حقوق الإنسان، والعمل بلا كلل لتعزيز تلك السياسات والقرارات الجيدة والعادلة".
وأضاف "لكنني أؤمن في أعماقي بأن الرد الذي تتخذه دولة الاحتلال، ومعه الدعم الأمريكي لهذا الرد وللوضع الراهن للاحتلال، لن يؤد إلاّ إلى معاناة أكثر وأعمق للفلسطينيين".