أكد المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم ان الاحتلال الصهيوني يحاول ترميم بقايا الصورة التي مزقتها المقاومة الفلسطينية من خلال القصف العشوائي والعنيف ضد المدنيين العزل من أطفال نساء وشيوخ.
وقال حازم خلال تدخله عبر الهاتف في حصة خاصة للقناة الأولى هذا الإثنين إن "الاحتلال الصهيوني انتهج سياسية الأرض المحروقة التي أدت إلى ارتفاع حصيلة الشهداء، حيث تعمد قتل المدنيين وقصف المنازل السكنية المكتظة، خاصة ليلة يوم الأحد أين كانت الضربات عنيفة"، مشيرا إلى أن "قوات الاحتلال ترتكب يوميا مجازر شنعاء في حق الشعب الفلسطيني من خلال الضربات الجوية المكثفة"
وتابع "بالإضافة إلى ارتفاع عدد الشهداء، لا يزال عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض لم يستطع الدفاع المدني انتشالهم، كما أن هذا العدوان تسبب في تشريد أزيد من مليون فلسطيني"
في المقابل أكد المتحدث باسم حركة حماس أن "المجزرة مفتوحة ومتواصلة والأرقام تتصاعد بشكل غير مسبوق" وبأن "عملية التصدي لهذا العدوان لا تزال متواصلة من خلال توجيه ضربات للمناطق العسكرية المحيطة بقطاع غزة بشكل مستمر لرد على هذه الجرائم"، مشيرا إلى أن "كتائب القسام تمكنت بالأمس من التصدي لآليات الكيان الصهيوني التي حاولت التوغل داخل قطاع غزة حيث أعطبت آلياته وقتلت البعض من جنوده وأصابت آخرين، المقاومة موجودة ومتحفزة للدفاع عن الشعب الفلسطيني بالرغم من الحرب القذرة التي شنها الكيان المحتل بشكل غير مسبوق".
بدوره أكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الدكتور سلامة معروف للقناة الأولى أن "شدة العدوان الصهيوني الذي يتواصل لليوم السابع عشر على التوالي في تصاعد مستمر، حيث أصبح يقصف المنازل دون سابق إنذار أو تحذير متسببا في ارتفاع عدد الضحايا، فالعالم كله شاهد على جرائم هذا المحتل من خلال الصور والفيديوهات التي يتم بثها والتي تظهر أشلاء الأطفال والنساء".
وأشار سلامة أن "الكيان الصهيوني لم يعد لديه خطوط حمراء وأصبح يستهدف كل المناطق بما فيها الجنوبية بحجة تواجد المقاومة وأما تصريحاته بوجود مناطق آمنة فهو ادعاء بدليل الغارات المتواصلة والعشوائية لهذا العدوان".
كما تابع أن "الأسلحة الفتاكة التي يستعملها ألحقت خسائر مادية وبشرية بقطاع غزة ودمار شامل في البنى التحتية، كما أن العقاب الجماعي الذي شنه المحتل خلف واقع إنساني كارثي في غياب مستلزمات الحياة وغياب كلي للمستلزمات الطبية لمعالجة الجرحى والمصابين".
أما فيما يخص المساعدات التي تم إرسالها للمنطقة، فقد كشف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أنه "لم يسمح خلال اليومين الماضيين بدخول أكثر من 34 شاحنة مقابل 500 شاحنة في الأوضاع الطبيعية لتلبية حاجيات المواطنين المعيشية".
فضيحة للإنسانية ولأمريكا وللغرب
من جانبه يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إدريس عطية أن "ما يحدث في غزة يعتبر فضيحة للإنسانية وللولايات المتحدة الأمريكية وللغرب الذي تجرد من إنسانيته من أجل الدفاع عن مصالح الكيان الصهيوني"، مشيرا إلى "أمريكا أعطت الضوء الأخضر للكيان الصهيوني للارتكاب هذه الجرائم تحت إطار الدفاع عن الذات. فما يعيشه الفلسطينيون هو عملية تصفية باستعمال كل أنواع الأسلحة الفتاكة بما فيها المحظورة دوليا".
وأوضح عطية أن "هذا العدوان يعتبر فرصة للدول التي لا تسير في نفس فلك الولايات المتحدة الأمريكية لتسمع صوتها على غرار كوريا الشمالية، كوبا والعديد من البلدان الأخرى".
كما أضاف المتحدث على أمواج القناة الأولى أن "هناك دول وازنة على غرار روسيا والصين والهند تتحدث بصوت أقوى في ظل محاولات الكيان الصهيوني حجب الحقيقة وتزيف الحقائق لتظليل الرأي العام الدولي".
بالمقابل أوضح عطية أن " أعوانا للكيان الصهيوني داخل الجامعة العربية سمحوا بشق العصى العربية بين دول تدافع عن الكيان وأخرى ترفض ذلك وللأسف هذه الفرقة تخدم الكيان المحتل".
الاجتياح البري.. المعركة الخاسرة لجيش الصهاينة
أما الباحث في الشؤون الجيوسياسية، الدكتور رشيد علوش، فقد تطرق خلال تدخله لعملية الاجتياح البري التي يحضر لها الكيان الصهيوني قائلا أن "جيش الاحتلال يحاول دائما أن يجد حجج واهية لتفسير قرار تأجيل الاجتياح البري لقطاع غزة، خاصة وانه يعلم جيدا أنها ستكون معركة خاسرة، وسيجد مقاومة شديدة من قبل الفلسطينيين".
وتابع أن "العمل الاستخباراتي التي قام به الكيان الصهيوني أظهر ان مؤشرات نجاح العملية غير متوفرة أمام بسالة المقاومة، فبعد هزيمة 7 أكتوبر الفارط فإن جيش العدوان متخوف من هزيمة ثانية سيكون لها صدى قوي ستضرب استقراره، لأن الهزيمة ستكون على يد حركة مقاومة تعتمد في حربها على الكر والفر وعلى أسلحة تقليدية مقارنة بجيش الاحتلال الذي لن يتمكن من نزع شوكة المقاومة في قطاع غزة".