أشرفت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة، على تكريم الفنان والباحث في التراث الشعبي عبد القادر بن دعماش، نظير مساهماته الثقافية في حفظ وتدوين التراث الفني الجزائري, حسب ما أفاد به بيان للوزارة.
و يأتي هذا التكريم "عقب إنهاء المهام الإدارية" لبن دعماش على رأس الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي, وقد أثنت السيدة مولوجي على جهود المحتفى به في "خدمة التراث والشعر الشعبي والملحون في الجزائر عبر عقود من الزمن", كما دعته ل "مواصلة الجهد في العناية بالتراث من خلال البحث والتأليف تثمينا لتراثنا وإثراء للمكتبة الجزائرية".
و يعد بن دعماش من أبرز الباحثين المهتمين بالمجال الفني الموسيقي والتراث الشعبي والشعر الملحون في الجزائر, وقد بدأ حياته كفنان مؤدي ثم صحافي في الاذاعة والتلفزيون مهتم بالمجال الثقافي والموسيقي والتراثي, ليتخرج بعدها من المدرسة الوطنية للإدارة في 1983 وينضم لوزارة الثقافة.
و في رصيد الفنان أكثر من 30 مؤلفا بالعربية والفرنسية منها "حياة وأعمال الشيخ عبد الكريم دالي" و"باقة أعمال بودالي السفير" و"محبوب صفار باتي, الفنان الأسطورة" وكذا "الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني 1958- 1962", وكذا "الشيخ اعمر الزاهي" و"المقنين الزين, صرخة محمد الباجي" و"الشيخ الحاج مريزق, المدرسة الأخرى لأغنية الشعبي".
و من مؤلفاته أيضا موسوعة "الأسماء الخالدة للفن الموسيقي الجزائري" في خمسة أجزاء والتي تناول عبرها سير العشرات من الشخصيات والوجوه الموسيقية والشعرية الجزائرية منذ القرن الثامن عشر, بالإضافة إلى إصدارات أخرى في مجال الملحون على غرار "سيدي لخضر بن خلوف, أمير شعراء الملحون" و"المهم في ديوان الشعر الملحون".
و أعرب بن دعماش عن "عميق سعادته وامتنانه لإلتفاتة الوزيرة التكريمية, معتبرا ذلك بمثابة "تقليد دأبت عليه الوزارة لتثمين جهود الفنانين والمبدعين في شتى المجالات الفنية ..", مضيفا أنه "سيواصل مساره الفني في جمع وتدوين الموروث الشعبي الجزائري من قصائد وغيرها من عناصر التراث الثقافي اللامادي للحفاظ عليها من أجل الأجيال القادمة باعتبارها عناصر للهوية الوطنية".
و شغل بن دعماش العديد من المناصب الإدارية طيلة مساره المهني من بينها رئاسة المجلس الوطني للفنون والآداب قبل تعيينه على رأس الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي.