القارح : "يمكن للجزائر أن تؤطّر الكتل السياسية الجديدة من أجل قيام نظام عالمي جديد"

03/12/2023 - 12:06

قال رودلف القارح عالم الاجتماع السياسي وعضو اللجنة الوطنية اللبنانية الرسمية للقنابل العنقودية، اليوم الأحد، إنّ الجزائر كدولة عانت من الاستعمار، وتعرف ثمن التحرر منه ولديها الحس السيادي، "يمكنها اليوم العمل على سدّ العجز المسجل في هذا المجال والمساهمة في تأطير الكتل السياسية الجديدة التي بدأت تتشكل سواء في أفريقيا أو غيرها من أجل قيام نظام عالمي جديد."

لدى استضافته ضمن برنامج " ضيف الصباح" للقناة الأولى للإذاعة الجزائرية، حرص القارح على رفع التحية والتقدير للجزائر على الصعيد الأخلاقي نظير الدور الذي تقوم به لنصرة القضية الفلسطينية على الساحة الدولية وهو ما يشكّل بارقة أمل كبيرة للمستقبل .

وقال ضيف الإذاعة جازماً: "الشعب الفلسطيني الصامد لن يزول، ولأنّ قوته مستمدّة من المقاومة، وهذه الإرادة صارت اليوم جزءً من تحرّر العالم ويتعين علينا إقامة تماثيل لشهداء فلسطين الذين سقطوا خلال العدوان الصهيوني".

وأضاف قائلاً: "لقد سقطت كل الأقنعة وكل أوراق التوت بعد الذي حصل بقطاع غزة من مجازر، وتبيّن لنا ما كنا نعرفه منذ أمد طويل بأنّ الكيان الصهيوني دولة مارقة وخارجة عن القانون، و هي كيان محتل وغاصب وقائم بقوة الاحتلال".

واستطرد: "التصريحات السياسية الصادرة عن قادة الكيان منذ بداية العدوان، بأنهم بصدد التحضير لما وصفوه بالإعلان عن الاستقلال الثاني في إشارة للنكبة التي حلّت بالشعب الفلسطيني عام 1948 واستكمال تصفية قضيته نهائياً من خلال أعمال الإبادة الجماعية والتهجير القسري في قطاع غزة، هي بمثابة جريمة حرب وشكّلت سقوطاً مدوّياً لكل المفردات والقواعد التي نصّ عليها القانون الدولي."

ضمن هذا السياق، وصف القارح التهديدات التي أطلقها قادة الكيان  في الأيام الأولى من العدوان، بأنها مخالفة لقواعد القانون الدولي وتهدف إلى نزع صفة الإنسانية عن شعب غزة، مشدّداً على أنّ التلويح بتجويعه ومنع المياه وحتى التنفس عنه، يعدّ "جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية"، واستشهد أيضاً بخطورة ما ورد على لسان رئيس الكيان عندما قال: "لا يوجد مدنيون أبرياء في قطاع غزة"، حيث اعتبرها دعوة صريحة للإبادة الجسدية والتهجير القسري لشعب غزة.

وهنا تساءل ضيف الإذاعة بحسرة عن سر إخفاق المؤسسات الدولية في التحرك بفعالية لمواجهة ومحاسبة الكيان الصهيوني على هذه الجرائم.

وعن رؤيته للمستقبل بعد عملية طوفان الأقصى، قال القارح إنّها كانت نقطة مفصلية في نهاية العالم الذي تقوده الولايات المتحدة والمعروف بالعولمة والقائم على الاستعمار والهيمنة بكل الأوجه والأشكال الجديدة، ونحن نعيش اليوم مثلما أضاف "آخر مرحلة منه والتي استغرقت ستة قرون ."

وتابع يقول: "طوفان الأقصى مهّد الطريق لتشكيل حقبة جديدة قائمة على العدل والتوازن في العلاقات الدولية على كافة الأصعدة السياسية والثقافية والفكرية والاقتصادية، وساهم أيضاً في إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة باعتبارها قضية عادلة، ومكّن كذلك من إعادة التوازن للمنطقة العربية من خلال وقف (ديناميكية) التطبيع العربي مع الكيان تحت مسمى "الاتفاقيات الإبراهيمية" برعاية أميركية"، وهي العملية والتي وصفها بـ "الخرافية".

تحميل تطبيق الاذاعة الجزائرية
ios