سيستفيد الراغبون في الاستثمار الفلاحي في الولايات الجنوبية، لاسيما في الشعب الاستراتيجية، من رواق أخضر مخصص لهم للحصول على العقار، رخص حفر الآبار وكذا الربط بالكهرباء، على مستوى ديوان تنمية الزراعة الصناعية بالأراضي الصحراوية.
وتم الإعلان عن ذلك، اليوم الاثنين بأدرار، من طرف وزير الفلاحة والتنمية الريفية، يوسف شرفة، بمناسبة اللقاء الوطني حول الاستثمار الفلاحي بولايات الجنوب، الذي نظمته الوزارة تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، بحضور أعضاء من الحكومة، ولاة من الولايات الجنوبية، وكذا منظمات أرباب العمل وجمعيات مهنية.
ويأتي هذا الرواق الأخضر ضمن جملة من التدابير التي اتخذتها الحكومة في إطار مساعيها تحقيق الأمن الغذائي للبلاد، بحيث سيمكن خلق أقطاب فلاحية "كبرى مدمجة" في الولايات الجنوبية، من تحقيق "وثبة حقيقية" في الإنتاج والتحويل، وفقا لشرفة الذي دعا في هذا الإطار المستثمرين إلى "الانخراط بقوة" في هذا المسار.
من جهتها، تعمل وزارة الطاقة والمناجم، على تسريع عملية ربط المستثمرات الفلاحية بالطاقة الكهربائية، مع تزويد السوق الوطنية باليوريا والأسمدة الازوتية عبر مجمع سوناطراك الذي يساهم أيضا في برنامج التنمية الفلاحية الذي
أطلقته الدولة، لاسيما في الجنوب، عبر فرعها "AAA" المتخصص في المجال الفلاحي والغذائي، حسبما جاء في مداخلة لوزير القطاع، محمد عرقاب.
أما وزير الري، طه دربال، فقد أبرز مساعي دائرته الوزارية الرامية لتقديم عدة تسهيلات للحصول على رخص حفر الابار، وذلك عبر استحداث الشباك الموحد على مستوى المديريات الولائية للري، مع إصدار تعليمات لدراسة طلب رخصة حفر بئر في مدة 30 يوما.
وشكل هذا اللقاء المنظم تحت شعار "الفلاحة في الجنوب، قوة أمننا الغذائي"، فرصة لاستعراض استراتيجية قطاع الفلاحة لتطوير الإنتاج الفلاحي في الولايات الجنوبية وكذا إبراز التدابير الخاصة بترقية الاستثمار الفلاحي عن طريق استصلاح الأراضي بهذه الولايات، مع عرض نماذج لتجارب ناجحة في مجال الاستثمار بالزراعات الاستراتيجية من قبل مستثمرين عموميين وخواص.
وحول المحفظة العقارية الثالثة للاستثمار الفلاحي بالولايات الجنوبية، بلغ عدد المستفيدين منها 228 مستفيدا، 95 منهم قبلوا القطع الأرضية الممنوحة لهم، حسب الشروح التي قدمت من طرف وزارة الفلاحة خلال اللقاء.
وبهدف تعميم تمويل المشاريع الفلاحية، تم التوقيع على اتفاقية-إطار بين وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والجمعية المهنية للبنوك والمؤسسات المالية، وذلك تنفيذا لتوصيات الجلسات الوطنية للفلاحة المنعقدة بتاريخ 28 فبراير 2023، المتعلقة بتعزيز الأمن الغذائي وتشجيع الاستثمار في المشاريع الزراعية الكبرى في الجنوب والهضاب العليا وتعزيز الشراكة.
وفي هذا الإطار، أكد رئيس الجمعية المهنية للبنوك والمؤسسات المالية، لزهر لطرش، أن الاتفاقية تعد "خطوة مهمة" تجسد "القرارات الشجاعة" المتخذة من طرف رئيس الجمهورية لتشجيع الاستثمار الفلاحي في الولايات الجنوبية، لافتا أن الاتفاقية ستسمح بالرفع من وتيرة التمويلات في المجال الفلاحي.
من جهتها، سجلت الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار إلى غاية 15 نوفمبر الماضي، 363 مشروعا استثماريا في مختلف مجالات النشاط الفلاحي، على غرار تسمين العجول، وتربية المواشي والدواجن، بمبلغ استثماري قدره 99 مليار دج مع توقع استحداث 5700 منصب شغل عند دخولها حيز الاستغلال، وذلك حسبما جاء في مداخلة للمدير العام، عمر ركاش.
وفي ختام اللقاء، توجه أعضاء الحكومة والوفد المرافق لوضع حجر الأساس لمشروع ربط المناقب الفلاحية للشركة الجزائرية-التركية "دونايسير" Dunaysir بشبكة الكهرباء ضمن المحيط الفلاحي "انتيلية 01" لبلدية تيمقطن بولاية أدرار.
وخلال هذه الزيارة الميدانية لمستثمرة "دونايسير" التي تنشط في تربية المواشي والزراعات الاستراتيجية، أكد شرفة دعمه لهذا النوع من المشاريع التي تجمع المستثمرين الصغار، من خلال التموين بالمواد الاولية والمرافقة.