قررت عائلات المعتقلين السياسيين الصحراويين لمجموعة "أكديم ازيك", بمشاركة عدة فعاليات حقوقية صحراوية ودولية, تنظيم ندوة رقمية حول قضية هؤلاء المعتقلين يوم الجمعة, على ضوء القرار الأخير لفريق العمل التابع للأمم المتحدة المعني بالاعتقال التعسفي بخصوص قضيتهم, لمطالبة الاحتلال المغربي باحترام قرار الامم المتحدة والافراج الفوري عنهم.
ومن أبرز المشاركين في هذه الندوة, عائلات معتقلي "أكديم ازيك", عضو رابطة السجناء الصحراويين في سجون الاحتلال المغربي حسنة أبا, ورابطة حماية والدفاع عن المعتقلين السياسيين الصحراويين, والمستشار القانوني والرئيس والمقرر السابق لفريق الامم المتحدة العامل المعني بالاعتقال التعسفي, مادس انديناس ونائب مدير قسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا في منظمة "هيومن رايتس ووتش", اريك غولدستين, ومنظمة العفو الدولية وجمعية "العمل المسيحي من أجل إلغاء التعذيب".
وتدير هذه الندوة, المحامية توني سورفون من لجنة الدعم النرويجية للصحراء الغربية.
و أكد ممثل جبهة البوليساريو بسويسرا ولدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بجنيف, ابي بشراي البشير, إنه "امام سياسة التعتيم وإغلاق الاقليم التي تمارسها سلطات الاحتلال المغربي امام المراقبين والصحافة الدولية ومحاميي المعتقلين, قررت عائلات المعتقلين السياسيين الصحراويين من مجموعة "أكديم ازيك" تنظيم هذه الندوة الافتراضية من أجل كسر هذا الحصار" و "التعبير عن إشادتهم بتوصيات مجموعة العمل الأممية التي نشرت مؤخرا, والتي تؤكد في تقريرها الصفة التعسفية لاعتقالهم وتطالب بالإفراج الفوري عنهم وتقديم تعويضات".
و أضاف الدبلوماسي الصحراوي أن هذه الندوة "ستشكل صيحة من داخل الاقليم للتعبير عن رفض المدنيين الصحراويين للإفلات من العقاب الذي يتمتع به المغرب ورفضه دون اي متابعة دولية للالتزام بقرارات الامم المتحدة", كما ستنظم -يقول- في ظل قرار معتقلي "اكديم ازيك" خوض إضرابات احتجاجا على ظروف الاعتقال التعسفي القاسية وسياسة الانتقام اليومية التي ترتكبها سلطات الاحتلال المغربية بحقهم, بالرغم من نداءات المجتمع الدولي وبالرغم من صدور قرارات سابقة أخرى من طرف لجنة الامم المتحدة لمناهضة التعذيب والتي نددت بممارسة التعذيب بشكل ممنهج ضد هؤلاء المعتقلين.
و ابرز أبي بشراي أن هذا القرار "وما ستلحقه من قرارات اخرى, تشكل ترسانة قوية من المفترض أن تؤدي إلى تحمل المجتمع الدولي مسؤوليته كاملة تجاه حقوق الإنسان في الصحراء الغربية, بما في ذلك توسيع صلاحيات بعثة الامم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية (المينورسو), لتشمل مراقبة وحماية حقوق الإنسان في الاقليم الواقع تحت وصاية الامم المتحدة إلى غاية استكمال تصفية الاستعمار منه".
وكانت مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة حول الاعتقال التعسفي, قد طالبت مؤخرا المغرب بالإفراج "الفوري" عن معتقلي "أكديم ازيك" في الصحراء الغربية, مدينة احتجازهم غير القانوني وتعرضهم لسوء المعاملة والتعذيب الذي يقتضي اتخاذ اجراءات ضد المسؤولين المتورطين فيه.
و أكدت أن احتجاز هؤلاء المعتقلين الصحراويين, الذين مضى عقد من الزمن على إصدار محكمة مغربية أحكاما قاسية بحق نحو عشرين ناشطا منهم, "غير قانوني", وحثت المغرب على الافراج "الفوري" عن المجموعة, التي تضم صحفيين ومدافعين عن حقوق الانسان من الصحراء الغربية المحتلة, وهو إقليم تحت الاحتلال وبصدد عملية تصفية استعمار غير مكتملة.
من جهتها, اعربت عائلات المعتقلين عن ترحيبها بقرار مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة, معيدة التأكيد على أن احتجاز أبنائها "مستمر وبشكل غير قانوني ويجب على المغرب إطلاق سراحهم على الفور".