قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إنه منذ بدء الاحتلال الصهيوني لعدوانه على قطاع غزة في السابع من شهر أكتوبر الماضي، قامت سلطات الاحتلال بنقل 1.9 مليون من سكان القطاع قسرا من منازلهم.
وذكرت وكالة /الأونروا/ في تدوينة نشرتها عبر صفحتها الرسمية على منصة/إكس/*أنه منذ بدء العدوان، قامت سلطات الإحتلال الصهيوني بنقل 1.9 مليون من سكان غزة قسرا من منازلهم - وهو أكبر تهجير قسري للفلسطينيين منذ عام 1948.
المرصد الأورو-متوسطي لحقوق الإنسان يدعو لتحقيق دولي في تصفية وتعذيب معتقلين من غزة
وبدوره ، دعا المرصد الأورو-متوسطي لحقوق الإنسان، إلى تحقيق دولي محايد وعاجل في تصفية قوات الاحتلال الصهيوني مدنيين فلسطينيين بعد اعتقالهم من مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وأشار المرصد، في بيان له، إلى جرائم إعدام ميداني جرى تنفيذها بحق معتقلين، فيما قضى آخرون جراء التعذيب الشديد وسوء المعاملة خلال احتجازهم في معسكر تابع لقوات الاحتلال الصهيوني يعرف باسم /سديه تيمان/.
ولفت إلى أن المعسكر المذكور يتم فيه احتجاز المعتقلين في ظروف قاسية جدا ودون طعام أو شراب لفترة طويلة من الوقت، مضيفا أن الفئات العمرية للمعتقلين في هذا المعسكر تتراوح بين القصر وكبار السن، ويتم التحقيق معهم معصوبي الأعين وأيديهم مكبلة في مجمعات مسيجة، وخلال ساعات الليل، تكون الأضواء مضاءة ومسلطة عليهم بقوة بهدف إرهاقهم وتعذيبهم.
وبحسب شهادات لمعتقلين تم الإفراج عنهم من المعسكر، فإنهم تعرضوا إلى أنماط متعددة من التعذيب وسوء المعاملة وجرى منعهم من استخدام الهواتف، ولم يحظوا بفرصة لقاء محامين أو بزيارات من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، كما أكدوا وجود مسنين معتقلين تعرضوا للضرب المبرح والمعاملة المهينة.
وقال أحد المفرج عنهم إنه شهد على إطلاق جنود الاحتلال الرصاص بشكل مباشر على خمسة من المعتقلين وتصفيتهم في حالات منفصلة.
ووثق المرصد الأورو-متوسطي لحقوق الإنسان شن قوات الاحتلال حملات اعتقال عشوائية طالت أكثر من 1200 من المدنيين الفلسطينيين من مناطق مختلفة من قطاع غزة عقب اقتحام منازل سكنية ومدارس تحولت إلى مراكز إيواء لآلاف النازحين.
وفور اعتقالهم، تعمدت قوات الاحتلال إلى تجريد المعتقلين من ملابسهم، وتقييد أيديهم، وإجبارهم على الجلوس على ركبهم في مناطق مفتوحة، فيما تمارس ضدهم أشكال مختلفة من الضرب والمضايقة والحرمان من الاحتياجات الأساسية.
ولفت إلى تعمد قوات الاحتلال نشر مقاطع مصورة وصور صادمة وحاطة للكرامة الإنسانية للمعتقلين الفلسطينيين وهم شبه عراة ومعصوبو الأعين يجثون على الأرض بحراسة قوات الاحتلال أو يتم اقتيادهم في حافلات عسكرية إلى أماكن مجهولة.
كما تلقى المرصد شهادات من معتقلين تم الإفراج عنهم تفيد بإجبار الاحتلال بعض المعتقلين على حمل أسلحة بغرض التقاط الصور لهم وتسويق تبرير حملة الاعتقالات وما يتضمنها من تعذيب وضرب مبرح وسوء معاملة.
وأشار إلى أن حملات الاعتقالات العشوائية التي شنها الاحتلال طالت أطباء وممرضين وصحفيين وأشخاصا من كبار السن، فضلا عن عشرات النساء.
وحث المرصد على الضغط على سلطات الاحتلال لكشف مصير المعتقلين من قطاع غزة والإفراج عنهم والتحقيق فيما تعرضوا له من انتهاكات جسيمة.
منظمات دولية تطالب بوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة
وقد دعت عشر منظمات دولية، اليوم الثلاثاء، إلى "وقف فوري ودائم لإطلاق النار" في قطاع غزة، بسبب "الكارثة الإنسانية غير المسبوقة" في القطاع الذي يشهد عدوانا يشنه الكيان الصهيوني منذ أكتوبر الماضي.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية /وفا/ اليوم، فقد أكدت عشر منظمات وهي: "أوكسفام"، و"أطباء بلا حدود"، و"أطباء العالم"، و"المنظمة الدولية للمعوقين"، و"العمل ضد الجوع"، و"الطوارئ الدولية"، و"منظمة الإغاثة الإسلامية" في فرنسا، والاتحاد الدولي لحقوق الإنسان، ومنظمة العفو الدولية، و"اللجنة الكاثوليكية لمكافحة الجوع والتنمية"، إن "دعوتنا جماعية وعالمية لوقف إطلاق النار الآن".
وأضافت المنظمات، "نشهد حربا شاملة في غزة حيث أصبح حجم الكارثة الإنسانية غير مسبوق."
وقال جويل فايلر المدير العام لمنظمة أطباء العالم، إن الوضع الحالي "أسوأ" مما كان عليه في جميع النزاعات الأخيرة بما في ذلك في سوريا أو اليمن.
وأكد أن "غزة كانت أصلا سجنا كبيرا، مقسم إلى ثماني مناطق مكتظة بالسكان تتعرض للقصف"، وتابع:"جميع فرقنا تعاني من الصدمة ولا تعرف أين تأكل أو تنام" مثل سائر سكان غزة.
من جهته، أعلن أوليفييه روتو، المسؤول عن عمليات منظمة الطوارئ الدولية، أن غزة هي "بلا شك المكان الأخطر في العالم بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني"، علما بأن هؤلاء أنفسهم "يتبعون منطق البقاء على قيد الحياة" مع "قلق متزايد" بسبب الجوع.
وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إن الكيان الصهيوني، تعمد إلى "استخدام تجويع المدنيين كأداة حرب".
ومن جهتها، وصفت إيزابيل دوفورني رئيسة منظمة أطباء بلا حدود، الوضع بأنه "ميؤوس منه" في المستشفيات "المكتظة". وذكرت أن "ربع المرضى الذين تعالجهم منظمة أطباء بلا حدود هم من الأطفال دون الثانية عشرة"، و"نصفهم أقل من 18 عاما، ومعظمهم من النساء والأطفال".
ويذكر أن العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي أسفر عن استشهاد أكثر من 19 ألف فلسطيني 70 بالمائة منهم من النساء والأطفال ونحو 60 ألف جريح فيما لا يزال الآلاف في عداد المفقودين.