دعا المشاركون في أشغال الملتقى الوطني الثاني للشيخ العلامة الراحل سيدي الحاج سالم بن براهيم، الأحد بأدرار، إلى إعداد ميثاق شرفي يتضمن عناصر المرجعية الدينية والوطنية وجعله ملزما للمعنيين في الخطاب الديني والعملية التعليمية.
أتى ذلك برسم اللقاء الذي احتضنته دار الثقافة شيباني محمد بأدرار تحت عنوان ''مقومات طلب العلم وآداب تحصيله - الشيخ الحاج سالم بن براهيم نموذجا".
وأشار نجل الشيخ الراحل وإمام مسجد سيدي عبد القادر الجيلاني الحاج سليمان بن براهيم بأدرار، إلى أنّ الملتقى تناول مرحلة الدراسة وتحصيل العلم من مسيرة الشيخ الراحل الحاج سالم بن براهيم، والتي ساهمت في تكوين شخصيته ورسم معالمها وإعدادها للوفاء لواجب التربية والتعليم، وهي مرحلة هامة مليئة بالدروس والعبر.
من جهته، أوضح الأكاديمي محند إيدير مشنان أنّ "أركان العملية التعليمية القائمة على العلم والمعلم والمتعلم والمنهاج تحتاج إلى بيئة علمية وثقافية واجتماعية ومعرفية، تكون كفيلة بنجاحها وبإظهار مقوماتها وتعزيزها من خلال توفير الإمكانيات من وسائل وهياكل لاحتضان ومرافقة هذه العملية''.
وأردف مشنان: ''المنهج التعليمي الدقيق لعلماء المنطقة القائم على التدرج المعرفي شكل حصنا في تهذيب السلوك وتزكية النفس وإصلاح الفرد و المجتمع، بحيث لم يسجل على هذه المدارس الفتن التي ظهرت هنا وهناك، بل في المقابل كانت حاضرة كلما احتاجها الوطن لصون وحدته وانسجامه".
وشهد اللقاء، التأكيد أيضاً على ضرورة توجيه الباحثين نحو إعداد بحوث ودراسات جادة، بما يُبرز آثار الانحراف عن المرجعية الدينية والوطنية واستثمار التقنيات والوسائل المعاصرة في العملية التعليمية بالمدارس القرآنية وإسعاف طلبة المدارس القرآنية بدليل علمي وإرشادي يحوي أهم المصادر خلال المراحل العلمية المتدرجة في إطار المرجعية الدينية والوطنية.
وفي السياق ذاته، حثّ المتدخلون على البحث عن آلية لإعداد سيرة مختصرة للشيخ الراحل وتوزيعها على الناشئة وأخرى موسعة موجهة للباحثين إلى جانب تثمين توصيات الأساتذة المحاضرين على غرار تلك المتعلقة بمقترح إدراج نظم المرشد المعين لابن عاشر كمادة علمية في التعليم النظامي وتعزيز التربية الروحية في العملية التعليمية.
وشهدت مراسم افتتاح أشغال الملتقى الذي نظّمته المدرسة القرآنية والشرعية الداخلية الشيخ الحاج سالم بن براهيم بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية أدرار بحضور السلطات الولائية وجمع غفير من طلبة المدارس القرآنية والضيوف، تكريم عدد من الطلبة الذين استظهروا حفظ متن المرشد المعين إلى جانب تكريم بعض الأئمة.