أكد وزير الشؤون الخارجية الاسباني خوسي مانويل ألباريس، أن عودة العلاقات الطبيعية بين بلاده والمغرب ستطول، مجددا رغبة إسبانيا في إيجاد تسوية سياسية للنزاع في الصحراء الغربية الذي "عمر لعقود".
وذكرت صحيفة "الباييس" الاسبانية، نقلا عن مصادر بوزارة الخارجية أن الوزير ألباريس أعلن الجمعة أن الأزمة الدبلوماسية بين إسبانيا والمملكة المغربية "ستطول"، مؤكدا أن "الوصول إلى هدف إعادة العلاقات بين البلدين يتطلب وقتا طويلا".
وقال الوزير الاسباني : "التزامي هو ضمان أن تكون العلاقة مع المغرب علاقة متينة، بعيدا عن الإجراءات الأحادية الجانب (مثل الدخول غير القانوني لأكثر من 10000 مهاجر إلى سبتة في مايو الماضي)، وعلى أن تكون قائمة على الثقة والمنفعة المتبادلة".
وأضاف رئيس الدبلوماسية الاسبانية يقول أن "إسبانيا ليست في عجلة من أمرها و أن إعادة العلاقات بين البلدين ستستغرق وقتا طويلا".
وبحسب صحيفة الباييس، فإن "الزيارة الأولى لوزير الخارجية الاسباني إلى الرباط ليست على جدول أعماله، كما ان موعد عودة السفيرة المغربية إلى مدريد، التي كانت الرباط استدعتها في مايو الماضي، لم يعرف بعد".
وخلال تطرقه إلى نزاع الصحراء الغربية، جدد ألباريس التأكيد على أن إسبانيا ترغب في إيجاد حل لهذا الملف الذي "عمر لعقود طويلة"، حيث بات ملفا "منسيا".
و اعتبر ألباريس ان تسوية هذا النزاع بات "واجبا أخلاقيا" باعتبار أن اطالته"تسبب المعاناة لآلاف الأشخاص" ولهذا الغرض -يقول- "نريد حلا سياسيا مقبولا للطرفين".
تجدر الاشارة إلى ان العلاقات بين المغرب و إسبانيا تشهد أزمة اندلعت منذ معارضة إسبانيا قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال ديسمبر 2020 عندما اعترف بـ"سيادة" المغرب المزعومة على الصحراء الغربية.
وتواصلت الأزمة بين البلدين اثر قرار المغرب التساهل في مراقبة الحدود مع سبتة ومليلية التابعتين للسيادة الاسبانية وخاصة منتصف مايو الماضي عندما دخل إلى المدينة أكثر من عشرة آلاف مغربي منهم قرابة ألفي قاصر، تلتها سحب السفيرة المغربية كريمة بنعيش من مدريد.
كما عاد التوتر بين البلدين من جديد حول الحدود البحرية سواء في مياه جزر الكناري قبالة الصحراء الغربية بسبب التنقيب عن النفط والغاز أو في مياه المتوسط عندما أقدم المغرب على إقامة مزرعة لتربية الأسماك بالقرب من الجزر الجعفرية الاسبانية، وتقدمت إسبانيا بمذكرة احتجاج شفوية إلى سفارة المغرب في مدريد.
وبدأت السنة الجديدة على إيقاع أزمة جديدة وهي الاتهامات التي وجهتها الرباط إلى مدريد بعدم تطبيق إجراءات تتماشى ومعايير مراقبة فيروس كورونا في المطارات الاسبانية بالنسبة للمغاربة المتوجهين إلى المغرب، وجاء الرد الإسباني بالاحتجاج وتقديم مذكرة شفوية.