أحيت الاذاعة الثقافية الجزائرية، صباح اليوم الخميس، الذكرى الـ 29 لتأسيسها ببرنامج خاص حمل شعار: "الاذاعة الثقافية الجزائرية... فضاء الفنون والإبداع"، في احتفالية شهدت تثمين أدوار الإذاعة الثقافية كشريك أثري فاعل في مواكبة وتفعيل مختلف أوجه وأبعاد منظومة الإبداع.
في موعد احتضنه النادي الثقافي عيسى مسعودي، أبرز السيد صالح سعيود مساعد المدير العام للإذاعة الجزائرية أنّ القناة الثقافية ظلّت ولا تزال تنهض برسالة حضارية، بما يعكس اهتمام السلطات بتطوير الاشعاع الثقافي، منوّهاً بدور الاذاعة في تثمين التراث الثقافي بكل تجلياته، فضلاً عن اجتهاد الطاقم في التواصل مع النخب لنقل المعارف والقيم الثقافية إلى الأجيال.
من جهته، أبرز مدير الاذاعة الثقافية الجزائرية يوسف مجبور، حرص القناة الدائم على مواكبة الحركة الثقافية في الجزائر، والتعريف بكل مقومات التراث الثقافي بشتى أطيافه.
وفي تصريحات خاصة بـ "ملتيميديا الاذاعة الجزائرية"، ركّز مجبور على أنّ الإذاعة الجزائرية تفتح المجال للتعريف بالمواهب الشبانية الناشطة عبر كل ربوع الجزائر وفي شتى مجالات الإبداع.
بدوره، أشار مراد مسعودان رئيس دائرة الانتاج بالإذاعة الثقافية إلى كمّ ونوعية الحصص التي تبثّها الاذاعة الثقافية على مدار الـ 24 ساعة، وتعنى بشتى الفنون، مضيفاً أنّ الإذاعة الثقافية شريك ثقافي أثيري فاعل في تعاملاتها مع المؤسسات الثقافية الرسمية والجمعيات الثقافية الناشطة.
وفي تصريح لـ "ملتيميديا الاذاعة الجزائرية"، أحال مسعودان على مواكبة الاذاعة الثقافية للمشهد الفلسطيني من خلال سلسلة بلاطوهات وحصص مباشرة تهتمّ بتحليل ومناقشة تطورات القضية الفلسطينية من الجوانب السياسية والثقافية والاجتماعية.
مسار حافل على مدار 29 عاماً
تطرّق عبد الرحمن قروش، رئيس تحرير قسم الأخبار في الإذاعة الثقافية، إلى مواكبة القسم للحدث الثقافي بمفهومه الواسع لحظة بلحظة انطلاقاً من تغطية المستجدات الثقافية في قوالب إعلامية متعددة، على غرار التقارير الاخبارية التي تبثّ في نشرات الأنباء، فضلاً عن الحوارات الصحفية مع مختلف الفاعلين، وتكريس فضاء قارّ للحصاد الإخباري الأسبوعي.
من جانبها، توقفت الصحفية بقسم الأخبار، فريدة دغرير، عند جهود طاقم القناة الثقافية على مدار 29 عاماً، في إبراز مقومات وخدمة الثقافة الجزائرية، مع إعطاء فرص مواتية للشباب الصاعد والمبدع لإبراز ابداعاته وخبراته التي تصبّ في سياق التعريف بالهوية الجزائرية بهدف التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للبلاد.
وتخلّل الاحتفاء بالعيد الـ 29 للإذاعة الثقافية، تقديم قراءات شعرية حول القضية الفلسطينية ألقاها كل من الشاعر الجزائري توفيق ومان ونظيره الفلسطيني رائد ناجي، إلى جانب عزف مقطوعات موسيقية على آلة العود من أداء العازف محمد راوي، فضلاً عن تنظيم الندوة الفكرية الموسومة "بعدنا الافريقي... ثقافة وابداع" تمحورت حول البعد الافريقي للثقافة الجزائرية، وشهدت مداخلتي الأستاذين عبد القادر جمعة وعمر هداجي.
في السياق، أكّد جمعة أنّ تشكيل الوعي الافريقي يُبنى من خلال الحراك السياسي الذي شهدته القارة السمراء، معتبراً أنّ ما يفسّر تجسيد هذا الوعي هي الخصوصية الثقافية التي تمتلكها الشعوب الافريقية الشاهدة على الامتدادات التاريخية للتراث الإنساني العريق.
من جهته، أكد السوسيولوجي هداج امتلاك الجزائر لمخزون تاريخي ثقافي كبير يمتدّ إلى ضفاف دول الساحل، منوّهاً بالإسهامات والإصلاحات الفكرية للشيخ عبد الكريم المغيلي في التنمية الثقافية للدول الافريقية.
وانتهى هداج إلى تناول حضور الفنون الشعبية المتداولة في إفريقيا على غرار الرقصات الفلكلورية كمظهر من مظاهر الاحتفال بالثقافة في القارة السمراء.
ملتيميديا الإذاعة الجزائرية – حميد سعد الله