أكد ممدوح سلامة، مستشار البنك الدولي لشؤون الطاقة، أن احتضان الجزائر لقمة منتدى الدول المصدرة للغاز بدء من 29 فيفري الجاري، هو حدث تاريخي يكرس مكانة الجزائر كدولة رئيسية في مجال تصدير الغاز إضافة إلى كونها تحظى بمصداقية عالية في مجال الإمداد بالغاز والتعاون مع الشركاء وفي مقدمتهم دول الاتحاد الأوروبي.
وقال الخبير سلامة، هذا الثلاثاء، خلال نزوله ضيفا على برنامج "ضيف الصباح" على أمواج القناة الأولى للإذاعة الجزائرية، أن "مؤتمر القمة سيركز على خلق تصور جديد لتنظيم سوق الغاز العالمي، بما يضمن المزيد من الاستقرار في عمليات الإمداد ويحد من ظاهرة التنافس بين الدول في مجال الأسعار".
كما أضاف قائلا "الهاجس الأول لدول المنتدى هو التعاون معا من أجل ضمان استقرار سوق الغاز في الوقت الراهن، خاصة وأن التنافس شديد بين الدول المنتجة من اجل الاستحواذ على أكبر حصة من السوق العالمية وتنظيم هذه العملية تفاديا لإغراق السوق أو حدوث أي تذبذب للأسعار بما يؤثر على مصالحها الوطنية".
وتابع الدكتور سلامة قائلا "هناك توجه كبير من الدول المنتجة لضخ مزيد من الاستثمارات لرفع مردودية الحقول الغازية والمضي قدما في مجالات البحث والاستكشاف وتطوير تقنيات الاستخراج الغاز، ومنها الجزائر التي تستعد لضخ ما يفوق 40 مليار دولار لرفع طاقة الإنتاج خلال العشرية القادمة في مجال استخراج وتوسيع طاقة إنتاج حقول الغاز وخاصة الغاز الصخري".
وضمن هذا السياق، كشف الخبير الدولي في مجال الطاقة على أن "الدول المنتمية للمنتدى تملك حاليا ما يقارب 63 بالمائة من احتياطات الغاز المؤكدة في العالم.
كما أشار أن "هناك اليوم ست دول تمثل القلب النابض للمنتدى وهي الجزائر روسيا وقطر وإيران ومصر ونيجيريا: ليضيف أن "مؤتمر القمة سيكون حافزا لها من أجل ضخ استثمارات تفوق واحد ترليون دولار ومن بينها الجزائر التي تعتزم رفع طاقة الإنتاج الحالية المقدرة بأكثر من 98 مليار متر مكعب، إلى 150 أو 200مليار متر مكعب سنويا".
واعتبر ضيف الصباح بان "بلوغ هذا المعدل من الإنتاج في الأعوام القادمة سيكون له تأثير هائل على النمو الاقتصادي للجزائر من خلال إطالة عمر الصادرات واستخدام عائدات الغاز لتمويل مشاريع تنموية حيوية قادرة على خلق الثروة وهذا الواقع ينطبق على كل الدول الأعضاء في النادي ولكن تتصدر الجزائر وروسيا وإيران الدول الأكثر قدرة على توسيع مجال الإنتاج".
واستبعد الخبير الدولي ممدوح سلامة أن "تقوم الدول المنتمية لهذا النادي، خلال قمة الجزائر، ببحث فكرة إنشاء تكتل او منظمة مثلما هو الحال بالنسبة لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبيك ولكنها من دون شك ستعمد إلى البحث في آليات من شأنها تعزيز التشاور و مكانة الدول المصدرة في السوق العالمي".
كما استرسل قائلا "توجد اليوم معارضة كبيرة من الولايات المتحدة الأميركية ودول الإتحاد الأوروبي لميلاد تكتل للدول المصدرة للغاز، لأنها تريد فوضى في سوق الغاز من خلال إشعال المنافسة بين الدول المنتجة للحصول على الغاز بأسعار منخفضة".
وتوقع مستشار البنك الدولي لشؤون الطاقة، بأن "إقامة مثل هذا التكتل فكرة سابقة لأوانها في هذه المرحلة وربما ستكون أكثر إلحاحا في المستقبل لأسباب عدة منها العمل على ضمان استقرار الأسعار وضمان وجلب موارد للدول المصدرة قصد الإنفاق على مشاريع التنمية ولا يعقل أن تقوم الدول الغربية وبقية الدول الأخرى والتي تملك اقل من 30 بالمائة من الاحتياطات العالمية بالتحكم في الأسعار وسوق الغاز العالمي".