مدني لخضر: الجزائر تملك عدة نقاط قوة تؤهلها للعب دور محوري في سوق الغاز العالمي

الجزائر تملك عدة نقاط قوة تؤهلها للعب دور محوري في سوق الغاز العالمي
24/02/2024 - 13:46

اعتبر الدكتور مدني لخضر، أستاذ الاقتصاد بجامعة دالي إبراهيم، اليوم السبت أن القرار التاريخي للرئيس الراحل هواري بومدين، بتأميم المحروقات، يعتبر قرار تاريخي بعد أن ووضع حدا للهيمنة الفرنسية على هذه الثروة.

وقال الدكتور مدني لخضر، خلال استضافته في حصة خاصة بالقناة الأولى حول الصناعات النفطية والغازية ومبدأ السيادة على الثروات الطاقوية، في اطار استعداد الجزائر لاحتضان قمة منتدى الدول المصدرة للغاز، ان "القرار جاء في ظروف خاصة منها التحضير للقرار بإنشاء معاهد متخصصة لتكوين المورد البشري الوطني وسياق نشاط مؤثر للدول المصدرة للنفط، الى جانب السياق الجيوسياسي بعد الحرب بين الدول العربية والكيان الصهيوني، حيث شكل صدمة لفرنسا التي كانت تعتمد على هذه الطاقة التي تعتبر عنصر رئيسي في تنافسية الاقتصاديات".

كما أضاف المتحدث أن "قرار التأميم كان له أثر إيجابي على تمويل المسار التنموي خلال سنوات السبعينات بوضع اليد على الموارد الطاقوية، خاصة بعدما تم ترك الباب الشراكة والتعاون  مفتوح امام  الدول الاجنبية".

وتابع حديثه قائلا ان "بداية التسعينات شهدت مرحلة حاسمة ثانية من خلال تجديد الاحتياطات الطاقوية للجزائر بعد الازمة النفطية في 1986 حيث تم اصدار قانون اكثر حرية في مجال المحروقات، فيما شهدت اسعار البترول ارتفاعا منذ بداية 2000 واثارها على مختلف المشاريع".

كما لفت الدكتور مدني لخضر الى ضرورة التعامل مع الثروة النفطية بنظرة استراتيجية تعتمد على تنويع الاقتصاد والاستفادة من الايجابيات في احداث التحول الهيكلي 

كما اكد ان "سوناطراك والمحروقات يجب ان تبقى ملكا للمجموعة الوطنية للأجيال الحاضرة والمستقبلية ولكن هذا لا يتعارض مع فتح المجال لمرونة اكبر وللنجاعة الاقتصادية، لاسيما من خلال الشركات مع المؤسسات التي تملك التكنولوجيا في هذا المجال".

وبحسب الدكتور مدني لخضر فان تعديل القانون في 2019 فتح المجال للعديد من الاستكشافات بمعدل 15 استكشافا سنويا، سمحت بتجديد الاحتياطيات من النفط وخاصة من الغاز.

وعدّد ضيف القناة الأولى نقاط القوة التي تمتلكها الجزائر التي تعد بلدا غازيا اكثر منه نفطي، ما جعلها تحوز مكانة هامة في سوق الغاز العالمي بمكانتها الـ7 عالميا ضمن الدول المصدرة لهذه الطاقة ومكانة هامة في منتدى الدول المصدرة للغاز.

كما صرح قائلا "الجزائر تمتلك احتياطي هام من الطاقة التقليدية وغير التقليدية مثل الغاز الصخري الى جانب موقعها الاستراتيجي القريب من أوروبا وامتلاكها لشبكة توزيع وتصدر وكذا كونها بلد عبور لاسيما لإنبوب الغاز الافريقي".

وبخصوص سمعة الجزائر عالميا، أكد الدكتور لخضر انّ "الجزائر في مسارها التاريخي كانت دائما بلدا موثوقا ودائما تفي بالتزاماتها تجاه الشركاء في المجال الطاقوي وهو ما عزز مكانتها".

واعتبر الدكتور لخضر انه "من بين التحديات التي ستكون على طاولة النقاش في قمة منتدى الغاز بالجزائر، بحث مسألة ضمان استقرار الأسعار، خاصة بالنسبة للغاز المميع الذي سيتجاوز الغاز المنقول عبر الانابيب، مستندا الى تقارير خاصة بهذا المجال الطاقوي الى جانب دخول منافسين جدد في السوق بعد الحرب الروسية الأوكرانية، مثل الولايات المتحدة التي تحول الى اول ممون للغاز المميع بفضل الغاز الصخري لتتجاوز قطر".

وأضاف اخضر أن "القمة الـ7 للدول المصدرة للغاز ستنعقد في ظل تحولات كبرى يشهدها العالم، لاسيما الجيو سياسي ابرزها الانتقال من الأحادية القطبية الى عالم متعدد الأقطاب وبروز شركات وطنية خلال العقدين الماضيين بعدما كانت السوق تسيطر عليها الشركات العالمية".

ع.بوغرارة