أكد أكاديميون في ندوة حول "علولة والبحث العلمي" نظمت مساء اليوم السبت بالمسرح الجهوي لوهران على أهمية تثمين التجربة المسرحية لعبد القادر علولة التي اعتبروها فريدة من نوعها في المسرح الجزائري, داعين إلى قراءات أكاديمية أكثر عمقا.
وفي هذا الصدد يرى الأكاديمي محمد داود في هذه الندوة المنظمة في إطار الشهر المسرحي التكريمي للفنان الراحل عبد القادر علولة بأن الأعمال الأكاديمية التي تناولت تجربة عبد القادر علولة الممثل والمخرج والكاتب المسرحي "قليلة جدا" مما يتطلب, حسبهم تكثيف البحوث الأكاديمية للمساهمة في توثيق هذا الإرث الفني الذي يحظى باهتمام كبير من طرف المسرحيين الجزائريين والعرب والأجانب.
وذكر ذات الجامعي أن الكتابات التي تناولت أعمال علولة ضئيلة اقتصرت على مقالات صحفية و لم تكن أكاديمية تندرج في إطار البحث العلمي, مشيرا إلى بعض الأطروحات التي تطرقت إلى أعماله وإلى رسالة ماجستر للراحل محمد جليد تناولت المسرح في الجزائر وخصص فيها حيزا لتجربة علولة وتم نشرها بمركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية (كراسك) لوهران.
وتطرق إلى عمل جماعي قامت به مجموعة من أساتذة جامعات وهران وسيدي بلعباس وعنابة وآخر لأكاديمي من فرنسا في إطار ملتقى دولي نظم في 2014 بـ "كراسك" حول أعمال هذا الفنان, مؤكدا على أهمية انفتاح الباحثين على المسارح.
أما الأستاذ أحسن تليلاني من جامعة سكيكدة فيرى في مداخلته أن "علولة ترك آثارا مسرحية و تجربة ألقت بظلالها على البحث العلمي الجزائري وحظيت أعماله وتجربته عبر الوطن وعربيا وعالميا بكثير من الدراسات ورسائل ماجستر ودكتوراه.
وفي هذا الصدد دعا نفس الأكاديمي الذي أنجز رسالة دكتوراه حول توظيف التراث في المسرح الجزائري وتطرق إلى تجربة علولة إلى إعادة طبع مسرحياته وأهم الدراسات والأطروحات التي تناولتها وإطلاقها عبر الأنترنت حتى يستفيد منها الباحث والطالب.
ومن ناحيتها ذكرت الأستاذة نوال طامر من جامعة وهران أنه توجد الكثير من المقالات حول أعمال عبد القادر علولة لكنها لم تطرح أسئلة ترتقي إلى البحث العلمي كون هذه الشخصية الفنية فتحت أبوابا لأفكار جديدة.
وفي حديثها عن تجربة عبد القادر علولة في المسرح الجزائري أوضحت ذات الأستاذة أن "كثير من المواضيع لازالت بحاجة إلى بحث, داعية إلى ضرورة البحث عما تركه هذا الفنان في البيت العائلي وفي محيطه وعند أصدقائه من أجل الأرشفة مسح الغبار عن أسماء مجهولة ساهمت في نجاح أعماله من ممثلين وموسيقيين وعاملين في السينوغرافيا وخياطين وغيرهم.
وتم خلال هذه الأمسية عرض مشهد من شخصية "جلول الفهايمي" في مسرحية "الأجواد" من أداء الفنان حكيم دكار وكذا مسرحية "وسام" للراحل عبد القادر علولة من طرف المخرج سمير بوعناني وأداء مجموعة من الممثلين من ورشة مسرح الشارع التابعة لمسرح وهران.
وفي إطار الشهر المسرحي لتكريم عبد القادر علولة (1939-1994) تم برمجة من طرف المسرح الجهوي لوهران المنظم لهذه التظاهرة تحت رعاية وزارة الثقافة والفنون 30 عرضا للكبار والصغار من إنتاج 9 مسارح جهوية وكذا المسرح لوطني "محي الدين بشطارزي" وأخرى ل16 جمعية تنشط في مجال الفن الرابع بالإضافة إلى تنظيم لقاءات فكرية وأدبية تكريما لهذه الشخصية الفنية.