اكد المختص في العلاقات الجيوسياسية، البروفيسور مخلوف ساحل، على أن قرار رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بإجراء انتخابات رئاسية مسبقة يصب ضمن صلاحياته الدستورية وهو حق مخول له من قبل المؤسس الدستوري.
لدى استضافته هذا الاحد، ضمن برنامج "ضيف الصباح" للقناة الإذاعية الأولى، شدد البروفيسور ساحل على ان "القراءة الدقيقة والمتمعنة للدستور لاسيما المادة 91 خاصة في فقرتها 11 توضح أن القرار الذي اتخذه رئيس الجمهورية هو حق مخول له من قبل المؤسس الدستوري، وهو لا يقتضي تقديم أي مبررات لقرار تسبيق الانتخابات".
وبتطرقه الى الاجتماع الذي ترأسه السيد رئيس الجمهورية والذي خصص لدراسة التحضيرات للإنتخابات الرئاسية المقبلة قال البروفيسور ساحل "الاجتماع الذي عقد بذلك الحجم وضم كبار مسؤولي الدولة هو مهم جدا لأنه يؤكد ان هناك توافق وتناغم مؤسساتي داخل البلاد وهو مؤشر قوي على أن الجزائر دولة مؤسسات وتحترم فيها المؤسسات الدستورية وهو ما اكد عليه رئيس الجمهورية، بإشراك ممثلي تلك الهيئات الدستورية وهو ما يعزز الاستقرار المؤسساتي في البلاد وبالتالي يعزز استقرار البلاد ككل."
وفي ذات السياق وصف البروفيسور ساحل قرار رئيس الجمهورية بالقرار "الصائب" بالنظر الى مجموعة من المتغيرات المتعلقة بالرزنامة الانتخابية للبلاد وكذا جملة التحديات والرهانات التي تواجه الجزائر.
وشدد ساحل على أن "الجزائر تعيش في ديناميكية التغير متعدد الابعاد منذ انتخاب رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الذي سعى بكل جهده الى تجسيد وعوده والتزاماته الانتخابية الـ54، حيث شكلت مشروع نهضوي حدده في إطار بناء الجزائر الجديدة" وبالفعل -يضيف ساحل- تم تحقيق الكثير من الإنجازات والمكاسب في هذا الإطار على المستوى الاجتماعي والاقتصادي فاليوم هناك تجديد للنمطية الاقتصادية في البلاد وترسانة قانونية متعددة الابعاد جاءت لتساهم في تجديد أنماط الحوكمة على المستويين السياسي والاقتصادي وكانت بمثابة "ثورة سلسة" من حيث التجديد الديموقراطي في البلاد.
وأكد ساحل ان "كل الظروف والضمانات متوفرة لإنجاح الموعد الانتخابي المزمع عقده شهر سبتمبر القادم، مبرزا في السياق ذاته أهمية التعبئة السياسية ووصف التجاوب الإيجابي الكبير للأحزاب السياسية مباشرة بعد صدور القرار دليلا على ان هناك استعداد من قبلها للمشاركة بقوة".
واسترسل المتحدث ذاته قائلا "المطلوب من المواطن هو المشاركة بقوة لأن تلك المشاركة تعزز مصداقية الحدث وهو ما سيعزز بدوره الاستقرار العام في البلاد وسيمكنها من مواجهة التحديات والرهانات الكبرى".