أكدت وزيرة الثقافة والفنون, صورية مولوجي, اليوم الخميس بعين تموشنت على ضرورة "تكثيف وتحيين" الأبحاث الأثرية وأهمية إشراك الجامعة والمختصين في ذات المجال.
ودعت الوزيرة, لدى معاينتها الموقع الأثري لمنطقة "سيقا" (بلدية ولهاصة) في إطار زيارة عمل وتفقد إلى الولاية, إلى "تكثيف و تحيين الأبحاث الأثرية بإشراك الجامعة و جميع المختصين في ذات المجال", مشددة على ضرورة تجسيد "مشاريع بحث متعددة التخصصات بمختلف المواقع الأثرية".
وذكرت أن وزارة الثقافة والفنون تعمل على إنجاز الخارطة الأثرية الجزائرية و "هو أمر -كما قالت- يستوجب مشاركة جميع المختصين لإثرائها من خلال أبحاثهم الأثرية".
وأشارت السيدة مولوجي الى أن"موقع سيقا التاريخي إستفاد هذه السنة من مقرر للحفظ الدائم وإعادة الإعتبار له", مضيفة أن ضريح الملك "سيفاكس" الواقع بذات الولاية قد استفاد من تسجيل عملية لإنجاز أشغال إستعجالية به في إطار الحماية.
و أفادت الوزيرة أن العمل جاري حاليا لإعداد مخطط لفائدة ضريح الملك "سيفاكس" الأثري الذي هو موضوع للمصادقة عليه من طرف المجلس الشعبي الولائي بعين تموشنت و "هو ما سيسمح مستقبلا بتسجيل مشاريع لفائدة هذه المواقع الأثرية".
و يعود تاريخ موقع "سيقا" الأثري الذي يتربع علي مساحة 60 هكتارا إلى القرن الرابع قبل الميلاد, حيث كان يشكل في القرن الثالث قبل الميلاد عاصمة للمملكة النوميدية الغربية ومرت به عدد من الحضارات حيث يكتسي اهمية تاريخية حسب الشروحات التي قدمها مكتب الدراسات المشرف على إعداد مخطط حماية الموقع.
وبذات الموقع أشرفت الوزيرة علي مراسم إمضاء إتفاقية إطار بين مديرية الثقافة و الفنون والمحافظة الولائية للغابات تهدف إلى تشجير الشريط المحيط بهذا الموقع الأثري و المساهمة في مختلف النشاطات ذات الإهتمام المشترك بين القطاعين.
وبمدينة عين تموشنت دشنت السيدة مولوجي المتحف العمومي الوطني لما قبل التاريخ والعصور الوسطى الذي يتوفر على عدة هياكل وقاعة عروض ومكتبة.
كما أشرفت بالمناسبة على مراسم إمضاء إتفاقية شراكة بين المديرية الولائية للثقافة والفنون وجامعة "بلحاج بوشعيب" لعين تموشنت التي ترمي -حسب شروحاتها- إلى "تعزيز البحث التاريخي و الأثري في هذا المجال و تشجيع الطلبة و المؤسسات الناشئة للإستثمار اكثر في الصناعات الإبداعية و الثقافية".
وقالت الوزيرة في هذا الصدد أن "هذا المتحف ستحول إليه كل التحف الاثرية المتواجدة حاليا على مستوى الدائرة الأثرية التابعة للديوان الوطني لتسيير و إستغلال الممتلكات الثقافية المحمية و المقدرعددها ب 1650 قطعة اثرية".
ومن جهة ثانية عاينت الوزيرة أشغال إعادة الإعتبار لقاعة سينما "فلاوسن" التي إنطلقت شهر يناير المنصرم على أن يتم إستلامها في سبتمر المقبل فضلا عن إشرافها تدشين قاعة سينما "الصومام" التي إستفادت من مشروع لإعادة الإعتبار وتجهيزها بأحدث التقنيات.
كما أشرفت صورية مولوجي بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية على إعطاء إشارة انطلاق قافلة لتوزيع حصة 4000 كتاب لفائدة مكتبات المناطق النائية عبر 10 بلديات.
ووقفت الوزيرة بالدائرة الأثرية التابعة للديوان الوطني لتسيير و إستغلال الممتلكات الثقافية المحمية على عملية جرد التحف الأثرية المزمع تحويلها إلى المتحف الوطني العمومي الجديد حيث وجهت القائمين على العملية للإستعانة بالمدرسة الوطنية لحفظ الممتلكات الثقافية و ترميمها في حال وجود بعض اللقي التي تحتاج إلى ترميم.
كما قدمت للوزيرة بغابة الإستجمام برشقون عرضا خاصا بالمسارات الثقافية و السياحية الموجهة للإستغلال بالمنطقة حيث نوهت السيدة مولوجي بالإرتباط "الوثيق بين القطاعين السياحي و الثقافي حيث ان كل منهما مكمل للآخر" وإعتبرت هذه المسارات بمشروع "رائد في المنطقة التي تعد سياحية بامتياز".
وللإشارة تواصل وزيرة الثقافة والفنون زيارتها الى ولاية عين تموشنت سهرة اليوم الخميس بإشرافها على مجموعة من الأنشطة الثقافية بدار الثقافة "عيسى مسعودي".