قامت وكالة الأونروا ودائرة الأمم المتحدة المعنية بالألغام بقيادة بعثة إلى خان يونس، جنوب قطاع غزة، أمس الأحد، لتقييم الدمار اللاحق بمنشآت الأونروا بعد القصف والقتال العنيف في المدينة الذي سبق انسحاب القوات الصهيونية منها.
وفي تصريح منفصل، قال بير لودهامير، المسؤول بخدمة الأمم المتحدة المتعلقة بإزالة الألغام، أن جعل غزة آمنة من الذخائر غير المنفجرة قد يستغرق 14 عاما. وأضاف أن الحرب خلفت نحو 37 مليون طن من الركام.
وذكر المسؤول الأممي أنه من المستحيل تحديد كم الذخائر غير المنفجرة في القطاع، الذي تحولت فيه الأحياء المكتظة إلى أنقاض وركام بعد نحو 7 أشهر من القصف الصهيوني المكثف.
وقال إن كل متر مربع من غزة متأثر بالصراع يحتوي على نحو 200 كليو غرام من الركام، مبرزا أن " 10 بالمائة على الأقل من الذخيرة التي يتم إطلاقها، يحتمل ألا تكون قد انفجرت، وإذا جرى العمل بمئة شاحنة، فستستغرق إزالة الركام 14 عاما أي 750 ألف يوم عمل".
من ناحية أخرى، زار سكوت أندرسون، مدير شؤون الأونروا بالإنابة في غزة، مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع، أين تفقد مركز التوزيع والعيادة الطبية التابعين للأونروا، كما زار سوق المخيم واجتمع مع موظفي الأونروا في منطقتي الشمال وغزة.
ونشرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) مقطع فيديو، على حسابها على موقع إكس، التقط أثناء التوجه إلى الشمال، يظهر الدمار الواسع اللاحق بالمنطقة.
وقالت الأونروا أن المباني أصبحت مجرد هياكل والمنازل التي ما زالت قائمة، جدرانها مهدمة، تقف شاهدة على الحياة التي كانت تنبض بها. وأضافت أن أكثر من 70 بالمائة من المنازل في أنحاء قطاع غزة قد دمرت أو تضررت.
وتضررت أو دمرت حوالي 57 في المائة من المباني في غزة منذ بداية الحرب، وفقا لتحليل بيانات الأقمار الصناعية التي أجراها خبراء الاستشعار عن بعد في جامعة مدينة نيويورك وجامعة ولاية أوريغون.
وتقول الأمم المتحدة أن الأمر سيستغرق سنوات عديدة ومئات الملايين من الدولارات لنقل الأنقاض التي تراكمت حتى الآن.
ويعمل مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على التحقق من عدد القتلى وتوثيقه. ويتطلب الأمر مصدرين للمعلومات لتأكيد كل حالة وفاة، وعادةً ما تكون شهادة من مستشفى أو مشرحة وشهادة من أفراد الأسرة.
ويقول أجيث سونغاي، الذي يرأس مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، أن هذه العملية ستستغرق وقتا طويلا حتى تكتمل، خاصة وأن الحرب مستمرة وما زال معظم السكان مشردين.
وقال سونغاي إنه في الصراعات السابقة في القطاع، في الأعوام 2008-2009 و2014، "لم تكن الأرقام قريبة مما نراه حاليا"، مضيفا أنه "بسبب طبيعة هذه الحرب، لا ينبغي أن تفاجئنا الأرقام للأسف".