ملتقى إفريقيا للاستثمار والتجارة: زيتوني يبرز مساعي الجزائر لتسريع الاندماج الاقتصادي في القارة

ملتقى إفريقيا للاستثمار والتجارة: زيتوني يبرز مساعي الجزائر لتسريع الاندماج الاقتصادي في القارة

ملتقى افريقيا للاستثمار والتجارة
04/05/2024 - 16:05

 أبرز وزير التجارة وترقية الصادرات, الطيب زيتوني, هذا  السبت بالجزائر العاصمة, مساعي الجزائر لتعزيز التبادلات التجارية البينية في إفريقيا وتسريع مسار الاندماج الاقتصادي للقارة.

جاء ذلك في كلمة ألقاها نيابة عنه الامين العام للوزارة, الهادي بكير, خلال أشغال الطبعة العاشرة لملتقى إفريقيا للاستثمار والتجارة, المنظم من طرف المركز العربي الافريقي للاستثمار والتطوير, بحضور وزير الاشغال العمومية والمنشآت القاعدية, لخضر رخروخ, وممثلين لعدة دوائر وزارية, وممثلين للسلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر, إضافة إلى مسؤولين لهيئات ومنظمات وطنية وعربية.

وأوضح السيد زيتوني أن هذا الملتقى الذي ينظم هذه السنة تحت شعار: "الطريق إلى السوق الإفريقية", ينعقد في "ظل توجه الدولة الجزائرية إلى السوق الإفريقية من خلال تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية, وهذا ضمن مسعى تحقيق التكامل الاقتصادي القاري والمساهمة في النهوض باقتصادات قارتنا الإفريقية".

وأكد في هذا الشأن أن "الجزائر لم تدخر أي جهد لتنفيذ اتفاقية هذه المنطقة, حيث تم مؤخرا الإعلان عن مشاركة الجزائر في مبادرة التجارة الموجهة لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية, والتي ستسمح بالشروع الفعلي للمبادلات التجارية وفق المزايا التفضيلية المقررة في الاتفاق المؤسس للمنطقة, والتي تعبر عن رسالة ايجابية للمتعاملين الاقتصاديين لبدء العمل بأحكام هذا الاتفاق".

وينبع تجسيد الجزائر لمسعى تحقيق التكامل الاقتصادي الافريقي -حسب الوزير- من المقومات التي تزخر بها, بدءا بالموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي يعد بوابة ومدخلا إلى البلدان الإفريقية, وكذا المشاريع الهيكلية ذات البعد القاري لاسيما الطريق العابر للصحراء الذي يربط بين الجزائر ولاغوس, والذي سيسمح بفتح المنطقة بأكملها إضافة إلى تعزيز المبادلات التجارية برا وتخفيض تكاليف النقل.

يضاف إلى ذلك خط أنابيب الغاز الرابط بين نيجيريا والجزائر, والمضاعف بواسطة خط الألياف الضوئية, فتح الخط البحري الجزائر-نواكشوط- داكار والذي يعتبر فرصة للانفتاح نحو دول غرب افريقيا, مشروع طريق الزويرات الذي يربط المعبر الحدودي لتندوف مع موريتانيا.

كما ذكر السيد زيتوني بتوسيع شبكة الخطوط الجوية مع عدد من الدول الإفريقية, مما سينعكس ايجابا على حركة تدفق المبادلات التجارية, علاوة على مشروع إنشاء المناطق الحرة على مستوى المناطق الحدودية والتي ستربط الجزائر مع الدول الإفريقية, مما سيسمح بتنمية هذه المناطق.

وذكر الوزير ايضا بإنشاء الجزائر لمعارض دائمة للشركة الجزائرية للمعارض والتصدير "صافكس" في الدول الافريقية, على غرار موريتانيا والسنغال, من أجل التعريف بالمنتج الجزائري في الأسواق الإفريقية.

 ولفت السيد زيتوني, من جهة أخرى, إلى أن هذا الملتقى الإفريقي يتزامن مع توقيع الجزائر قبل أيام لاتفاقية احتضان الطبعة الرابعة للمعرض الإفريقي للتجارة البينية, المقرر تنظيمها من الـ4 إلى الـ10 سبتمبر 2025, مبرزا أن هذا "الموعد الهام يأتي في سياق تجسيد استراتيجية رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, الرامية إلى تعزيز التكامل الافريقي ودعم التعاون الاقتصادي بين دول افريقيا, بهدف بناء قاعدة اقتصادية قوية لتحقيق التنمية المستدامة والرفاهية لشعوب القارة".

وسيكون هذا المعرض الإفريقي فرصة لربط شراكات بين المؤسسات الإفريقية ورجال الأعمال في العديد من المجالات, التي من شأنها تعزيز القدرات التنافسية للقارة الإفريقية, والمساهمة في سلاسل القيمة العالمية, يقول السيد زيتوني.

من جانبه, اشار رئيس المركز العربي الافريقي للاستثمار والتطوير, أمين بوطالبي, إلى أهمية الملتقى في توطيد العلاقات بين رجل الاعمال في القارة ودراسة شراكات استثمارية, والتمهيد لفتح طريق نحو مختلف الاسواق الافريقية.      

وفي هذا السياق, اعتبر بأن التطورات التي عرفها مناخ الاعمال في الجزائر لاسيما من خلال المزايا التي جاء بها قانون الاستثمار الجديد, تعزز من فرص الشراكة بين المتعاملين الجزائريين ونظرائهم في افريقيا, خاصة في ظل منطقة التجارة الحرة القارية الافريقية "زليكاف" التي ستمسح بتحقيق طفرة في نمو اقتصادات القارة.

وعرفت الجلسة الافتتاحية مداخلات ألقاها ممثلون هيئات افريقية وجزائرية, تم خلالها إبراز اهمية منطقة التجارة الحرة القارية الافريقية, ودور القطاع الخاص في تعزيز الاستثمارات البينية.

ويتضمن برنامج الملتقى على مدار يومين عدة جلسات حوارية ينشطها خبراء ومختصون حول عدة قضايا من بينها التحولات الاقتصادية الإفريقية وفرص الاستثمار وقواعد التجارة البينية في إفريقيا, الأمن الغذائي, التحول الطاقوي والطاقات البديلة, الذكاء الاصطناعي ودوره في تطوير المؤسسات.