قطاع غزة : واقع صحي وبيئي مأساوي يهدد حياة أهل القطاع و المنطقة

مجلس الأمن يعتمد مشروع بيان صحفي يخص العاملين الانسانيين في غزة
04/05/2024 - 19:49

تتواصل معاناه أهل قطاع غزة الصحية و البيئية في ظل أوضاع كارثية تنذر بتزايد الاوبئة و الامراض المعدية و الفتاكة, نتيجة تراكم النفايات و تلوث المياه, أمام عجز تام للمنظومة الصحية في القطاع بعدما أتى الاحتلال الصهيوني على كل مقومات الحياة بالمنطقة.

و لم يكتف الاحتلال باستخدام سياسة التدمير و القتل و الابادة في حق الابرياء من الفلسطينيين, بل تعمد منع ادخال الوقود بمختلف انواعه و الاليات الضرورية لنقل النفايات و تشغيل محطات الصرف الصحي و تحلية المياه, بعدما اختلط الماء الصالح بمياه الصرف الصحي.

ووفقا للسلطات الصحية في القطاع, فان الفئة الأكثر عرضة للموت المحقق أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن والحوامل والمواليد الجدد, الذين تتفاقم معاناتهم يوميا, في ظل نقص الأدوية وتدمير المستشفيات, لاسيما في محافظتي غزة وشمالها.

و أضافت مصالح الصحة في القطاع أن قوات الاحتلال تتعمد وما زالت استهداف المنظومة الصحية و اخراج ما تبقى منها عن الخدمة, مع الاستمرار في منع وصول الأدوية والأجهزة والمعدات الطبية والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات, الامر الذي يزيد من تعرض حياة المرضى والجرحى للخطر ومضاعفة معاناتهم, وهذا ما أدى لاستشهاد العديد منهم.

وما فاقم من معاناة أهالي غزة تراكم كميات كبيرة من النفايات الصلبة تقدر بنحو 100 ألف طن وتسرب مياه الصرف الصحي في الشوارع, ما تسبب في تلوث الخزان الجوفي وانتشار البعوض والحشرات الضارة والروائح الكريهة، الأمر الذي ينذر بحدوث مكاره صحية وبيئية خطيرة وغير مسبوقة, وفق ما أكدته تقارير و مصادر صحية في المنطقة.

الوضع فاق الكارثة بقطاع غزة

و أكد مدير عام المكتب الاعلامي في قطاع غزة, اسماعيل الثوابتة, ان الوضع الصحي و البيئي في القطاع قد فاق الكارثة بكثير, مشددا على أن الاحتلال يتعمد في تفاقم الأزمة الإنسانية والصحية, بعدما دمر كل مقومات الحياة بالمنطقة.

و أوضح الثوابتة, في حديثه لوسائل الاعلام الفلسطينية حول حجم الكارثة, أن جيش الاحتلال استهدف منذ بدء الحرب 15 قطاعا من القطاعات الحيوية, من بينها الصحة والبنية التحية والبلديات, ودمر أكثر من 400 بئر مياه, وأخرجها عن الخدمة بهدف تعطيش الاهالي الفلسطينيين على غرار سياسة التجويع التي مارسها بمدينة غزة شمالي القطاع.

و استرسل قائلا أن "انعدام المياه في القطاع تسبب في حدوث عدة مشاكل, ولاسيما على صعيد النظافة والصحة, ناهيك عن تدمير الاحتلال 600 ألف متر طولي من شبكات المياه والشوارع ومفترقات الطرق".

ولم يتوقف الاحتلال عند ذلك, بل عمل على تدمير آلاف الكيلو مترات من شبكات الصرف الصحي, ما تسبب في طفح مياه الصرف الصحي في الشوارع والأحياء, وبالتالي انتشار الأمراض والأوبئة بين المواطنين.

و أضاف الثوابتة أن جيش الاحتلال تعمد أيضا تدمير مقرات البلديات وآلياتها, ما أدى لتراكم النفايات في الشوارع وقرب مراكز الإيواء, الأمر الذي تسبب بإصابة 20 ألف مواطن بمرض الكبد الوبائي.

ووفقا لمدير المكتب الاعلامي, فانه تم رصد مليون و94 ألف حالة مصابة بأمراض معدية بين المواطنين الفلسطينيين, خصوصا النازحين, مثل الأمراض الجلدية والحمى الشوكية والنزلات المعوية و أمراض الجهاز التنفسي.

ويعتبر القطاع الصحي -وفقا للثوابتة- من أولى القطاعات التي استهدفها الاحتلال بشكل كبير منذ بدء العدوان الغاشم على القطاع, إذ دمر وأحرق 32 مستشفى من أصل 35 وأخرجها عن الخدمة واغتال أكثر من 400 طبيب وممرض واعتقل أزيد من 310 من الأطباء والطواقم الطبية, ما أدى لانهيار المنظومة الصحية بشكل كامل.

و اشار الثوابتة إلى أن الاحتلال ما زال يمنع إدخال الأدوية للقطاع, وهناك 10 آلاف مريض بالسرطان لا يتلقون الرعاية الطبية اللازمة, بالإضافة إلى 350 ألف مريض يعانون أمراضا مزمنة وبحاجة للأدوية.

ويشكل وجود آلاف جثامين الشهداء في المقابر الجماعية المؤقتة وتحت أنقاض المنازل وتحللها مصدرا آخر يدعو للقلق الكبير نتيجة لانتشار الأوبئة والأمراض, بما يهدد الصحة العامة والبيئة.

و أمام هذ الوضع الذي تعدى وصفه بالكارثي, ناشد الثوابتة كل دول العالم والمنظمات الأممية والدولية اتخاذ موقف صارم وعاجل من أجل إدخال الأدوية وأكثر من 14 مستشفى ميداني لكل محافظات القطاع, للتعويض عن المستشفيات التي دمرها الاحتلال خلال حربه المتواصلة.

و قال في السياق "أطلقنا عديد المناشدات والمطالبات لكل المنظمات الدولية ودول العالم بهذا الشأن, غير أن الاحتلال يمنع إدخال الوقود والدواء لشمالي القطاع, في إطار حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي".

و طالب مدير المكتب الإعلامي في قطاع غزة بضرورة وقف العدوان بشكل عاجل, محملا الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة لانخراطها بجريمة الإبادة الجماعية وتقديمها السلاح للاحتلال.

و أضاف قائلا أن المجتمع الدولي يتحمل أيضا المسؤولية لفشله أكثر من مرة في وقف هذ العدوان المدمر, مطالبا دول العالم الحر والمؤسسات الأممية كافة بالتحرك الجدي والفوري للضغط على سلطات الاحتلال الجائرة, لوقف شلال الدم المتدفق من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.