يحيي الشعبان الجزائري والتونسي اليوم الذكرى الأربعة والستين لمجازرساقية سيدي يوسف التي ارتكبها المستعمر الفرنسي على الحدود الجزائرية التونسية وخلفت عشرات الشهداء امتزج فيها دم الجزائريين والتونسيين.
ويشرف بالمناسبة الوزيرالاول وزير المالية أيمن بن عبدالرحمان مناصفة مع رئيسة الحكومة التونسية السيدة نجلاء بودان اليوم على إحياء الذكرى بمحافطة الكاف .
وأفاد موفد القناة الاذاعية الاولى أن برنامج احياء الذكرى متنوع ينطلق بوقفة ترحم على ارواح شهداء مجازر ساقية سيدي يوسف لتليها بعد ذلك كلمات مخلدة لهذه التضحيات البطولية بين الجزائريين والتونسيين .
ويؤكد استاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة سوق اهراس عثمان منادي أحد المهتمين بالتاريخ المشترك بين الشعبيين الجزائري والتونسي أن أسباب احداث ساقية سيدي يوسف التاريخية كانت عديدة ومتداخلة غير أن السبب المباشرهو معركة جبل الواسطة.
وتشكل ساقية سيدي يوسف عنوانا لمجازر امتزجت فيها دماء الشعبين الجزائري والتونسي في معركة الحرية والانعتاق من نير الاستعمار الفرنسي ومحطة من محطات الكفاح المشترك لشعبين شقيقين لطالما كان التاريخ والمصير بينهما مشترك .
ويقول استاذ التاريخ احسن كيلاني من جهته إن الاراضي التونسية كانت خلفية للمجاهدين وقوات جيش التحرير واضفا الذكرى بالعظيمة التي تجسد تلاحم الشعبين الجزائري والتونسي وتجسد وحشية الاستعمار الفرنسي .
من جهته اوضح مؤسس مؤسسة تميمي للبحث العلمي والتاريخي السيد عبدالجليل تميمي ان مجزرة سيدي يوسف تعد محطة من محطات تلاحم شعبين اراد المستعمر الفرنسي من خلالها ضرب معنويات سكان المنظقة الذين احتضنو الثورة الجزائرية .
واستهدف الهجوم مدنيين جزائريين وتونسيين وسخرت فرنسا لاجله خمسا وعشرين طائرة اسفر عن سقوط 79 شهيدا من بينهم 14 طفلا و20 امراة و اصابة 130 اخرين بالاضافة الى تدمير القرية .
و يجمع المؤرخون على أن هذه المجزرة التي عايشها الشعبان، الجزائري و التونسي، شكلت تحولا جذريا في مسار الثورة الجزائرية، بكشفها لهمجية السياسة الاستعمارية لفرنسا، بعد الضجة الإعلامية التي جعلت من هذه الأحداث مادة تناولتها أكبر عناوين الصحافة الدولية.
كما يؤكد هؤلاء على أن هدف قوات الاحتلال من وراء هذا الاعتداء الهمجي الذي استهدف هذه القرية الصغيرة الواقعة على الحدود الجزائرية-التونسية، كان هدفه خلق القطيعة بين الشعبين ودفع الشعب التونسي إلى التخلي عن مساندة الثورة الجزائرية، لكن ما حدث كان عكس المتوقع.