كشف وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، اليوم الأحد بالجزائر العاصمة، أن مجمع سونلغاز وضع برنامجا خاصا لتغطية الطلب المتزايد على الكهرباء خلال الصائفة المقبلة، حيث سيتم تجنيد 5ر25 ألف ميغاواط من هذه الطاقة، موضحا ان ذروة الاستهلاك كانت قد بلغت 6ر18 ألف ميغاواط خلال الصائفة الماضية.
وأوضح السيد عرقاب خلال ندوة صحفية نشطها على هامش اشغال اجتماع لمديري التوزيع لمجمع سونلغاز ومدراء الطاقة والمناجم على مستوى الولايات، أن الطاقة التي سيتم تجنيدها تفوق التوقعات المحتملة المقدرة ب20 ألف ميغاواط كذروة، وهذا ما سيسمح بضمان تزويد جيد بالكهرباء وتفادي الانقطاعات في هذا الموسم الذي يسجل مستويات قياسية من الاستهلاك.
كما ابرز الوزير أن مجمع سونلغاز باشر تحضيرات الصائفة المقبلة منذ سبتمبر 2023، من خلال استكمال كل الأعمال والمشاريع اللازمة لضمان التزويد بالكهرباء في أفضل الظروف الممكنة خلال فترة الصيف.
وفي هذا الاطار، افاد السيد عرقاب انه تم انجاز برنامج استعجالي لتعزيز شبكة النقل الكهربائي، لا سيما على مستوى 16 ولاية التي شهدت العام الماضي استهلاك استثنائي من الكهرباء.
وبهدف تلبية احتياجات المواطنين بالكهرباء، فقد تم اتخاذ كل التدابير اللازمة من طرف الشركات التابعة لمجمع سونلغاز لتقوية الانتاج الكهربائي واعادة النظر في تنظيم الشبكة مع تدعيم بعض المعدات الكهربائية التي يمكن لها ان تتحمل حرارة شديدة تفوق 55 درجة، يضيف السيد عرقاب مطمئنا على توفر الكهرباء لكافة المستهلكين سواء المواطنين أو المؤسسات الصناعية.
كما أكد اتخاذ كل التدابير للتدخل بشكل دائم في حال وقوع انقطاع محتمل من طرف الفرق المختصة بالإنتاج، التوزيع ونقل الكهرباء والغاز لمجمع سونلغاز، مع تحديد هدف إصلاح العطب في أقصر وقت ممكن.
وحسب الشروحات التي قدمها فقد دخلت محطات جديدة بطاقة إجمالية تفوق 2000 ميغاوط حيز الخدمة خلال هذه السنة والتي ستسمح، حسبه، الرفع من الكمية الكهربائية المركبة الى اكثر من 25 ألف ميغاواط.
ولفت أيضا إلى الجهود المبذولة من طرف فرق المجمع العمومي وشركات الانجاز الوطنية، عمومية أو خاصة، والتي تكفلت بإنجاز الدراسات والمعدات محليا دون اللجوء الى الاستيراد وللمكاتب الاجنبية، مما ساهم "في الحفاظ على العملة الصعبة و النهوض بالاقتصاد الوطني".
من جهة اخرى، وفي تدخله خلال أشغال هذا الاجتماع السنوي، عاد الوزير بالأرقام الى نسبة التغطية بالكهرباء على المستوى الوطني، حيث اكد أنها بلغت 99 بالمائة، وبلوغ 11،87 مليون زبون، في حين وصلت نسبة الربط بالغاز الى 69 بالمائة، مع 7ر7 مليون زبون، مشيرا الى أن البرامج المختلفة التي دعمتها الدولة بقيمة 450 مليار دج مكنت من ربط 4ر2 مليون مسكن بالغاز و450 ألف مسكن بالكهرباء في السنوات الأخيرة.
وأضاف في نفس السياق، ان الهدف المسطر بحلول نهاية 2025 هو ربط 340 الف مسكن آخر بالكهرباء و 140 الف مسكن بالغاز، مما يتطلب، حسبه، مبلغ مالي يقدر ب140 مليار دج من الاستثمارات العمومية.
كما تم، حسبه، تركيب قدرات جديدة تفوق 4200 ميغاواط من الكهرباء خلال الفترة 2020-2024، أي ما يمثل 16 بالمائة من الانتاج الاجمالي وإنشاء 4115 كلم من خطوط نقل الكهرباء الجديدة و44000 كلم من شبكة توزيع الكهرباء، بالإضافة إلى 2192 كلم من شبكة نقل الغاز و43500 كلم من شبكة توزيع الغاز.
أما في الشق الاقتصادي، تم توصيل 64268 محيط فلاحي بالكهرباء، بالإضافة إلى 12375محيط فلاحي آخر في طور الانجاز، فضلا عن 38 منطقة صناعية و19 منطقة نشاطات ربطت بالكهرباء، يضيف السيد عرقاب.
وفيما يخص برنامج "مناطق الظل"، فقد تم توصيل الكهرباء إلى 95000 مسكن وربط 331.212 مسكن بالغاز منذ إطلاقه في عام 2020، حسب الحصيلة التي عرضها السيد عرقاب الذي أشاد بهذه المناسبة بالجهود الملحوظة التي مكنت من تحقيق نتائج ملموسة في تطوير قطاع الطاقة في الجزائر.
وعلى صعيد آخر، تم تركيب 6ر5 مليون كاشف لأول أكسيد الكربون في المنازل من أصل 22 مليون كاشف مرتقب في اطار التدابير التي اتخذت لحماية سلامة المواطنين وفقا لتوجيهات رئيس الجمهورية، يقول الوزير.
ومن جانبه، اكد الرئيس المدير العام لمجمع سونلغاز، مراد عجال خلال هذا اللقاء، "ان 2023 شكلت سنة التحديات الكبرى في سونلغاز"، حيث اثبت المجمع أنه "كيان طاقوي استراتيجي قادر على مواكبة التغيرات الاقتصادية المتسارعة في الداخل والخارج، والتي وافقتها الرؤية الاستشرافية الواضحة والإرادة السياسية القوية للنهوض بالاقتصاد الوطني".
وفي هذا الاطار، اشار السيد عجال لمواصلة المجمع لتجسيد التزامات السيد رئيس الجمهورية، لاسيما برنامج الربط بشبكات الكهرباء والغاز للمناطق المعزولة والمحيطات الفلاحية والمناطق الصناعية ومناطق النشاط وبرنامج تركيب أجهزة كشف تسربات أحادي أكسيد الكربون وكذلك محطات شحن السيارات الكهربائية وكذا انشاء مخابر مراقبة الأجهزة المنزلية المشتغلة بالغاز.
وبخصوص الحصيلة السنوية، ذكر السيد عجال على وجه الخصوص بالصادرات المحققة من المعدات والخدمات، لاسيما في مجال التكوين إلى بلدان إفريقية وأوروبية، إضافة إلى تصدير الطاقة الكهربائية والتي تعتبر حسبه مؤشرات تشجع على المضي قدما فيما يتعلق بولوج الأسواق الخارجية.
تجدر الاشارة ان الملتقى السنوي لمدراء شركات مجموع سونلغاز ووزارة الطاقة والمناجم عرف حضور وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني، علي عون، وزير الفلاحة والتنمية الريفية، يوسف شرفة، ووزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، فيصل بن طالب الى جانب اطارات من قطاع الطاقة و المناجم ونقابيين.