أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، اليوم الأحد، أنّ "الجزائر تشهد نهضة اقتصادية متكاملة الأركان والأبعاد"، وركّز على أنّ "الوقت حان لإجراء تقييم أولوي لأداء مجالس رجال الأعمال، لا سيما تلك التي تم تفعيلها، وذلك بهدف تقدير مدى نجاحها في تقديم إضافة نوعية، وتقصي السبل الكفيلة بتعزيز نجاعتها في أداء المهام المنوطة بها على أكمل وجه ممكن".
لدى إشرافه بمعية وزير التجارة وترقية الصادرات، الطيب زيتوني، على افتتاح ملتقى حول "دور مجالس رجال الأعمال في تفعيل الدبلوماسية الاقتصادية"، أوضح عطاف أنّ مجالس رجال الأعمال تعدّ أحد أبرز آليات الدبلوماسية الاقتصادية، مثمّناً التوقيت المناسب لعقد ملتقى حولها، حيث أنه يأتي في ظرف تشهد فيه الجزائر نهضة اقتصادية جلية المكاسب والنتائج.
ووصف عطاف المبادرة المتمثلة في تنظيم ورشة حول دور مجالس رجال الأعمال في تعزيز الدبلوماسية الاقتصادية بـ "القيّمة"، مشيداً بتوقيتها المناسب، خاصةً وأنّ "بلادنا تشهد في المرحلة الراهنة نهضة اقتصادية متكاملة الأركان والأبعاد وواضحة الأهداف والمقاصد وجلّية المكاسب والنتائج".
وأبرز وزير الخارجية أنّ هذه النهضة "تأتي تكريساً للإصلاحات التي بادر بها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وتجسيداً لبرنامجه الاقتصادي الطموح والواعد ضمن نهج قويم وضع نصب أولوياته بناء اقتصاد وطني قوي، اقتصاد ينوّع مصادر خلق الثروة الوطنية واقتصاد يثمن استغلال المقومات والمقدرات الوطنية للحدّ من التبعية للخارج، واقتصاد يقلّل من وطأة التعويل المفرط على قطاع المحروقات".
ودعا عطاف إلى الافتخار "بما تمّ تحقيقه من نتائج إيجابية تؤكدها جميع المؤشرات الاقتصادية الوطنية من نسبة نمو بلغت 4.2 % ومن ناتج محلي إجمالي بلغ 260 مليار دولار، واحتياطي للصرف تجاوز مبلغ 70 مليار دولار، مبرزاً أنّ "قيمة الصادرات خارج المحروقات يُنتظر قريبا أن تتخطى هي الأخرى عتبة العشرة مليارات دولار".
وأكد الوزير أنّ "هذه المكتسبات الثمينة تدعونا اليوم إلى أن نتجند صفاً واحداً لمواصلة العمل على ذات النهج القويم الذي أرساه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون"، مضيفاً أنها "تشجّعنا في ذات السياق على تكثيف الجهود ومضاعفتها لدعم الحركية التي يشهدها الاقتصاد الوطني، ومدّها بكافة سبل الاستدامة ومقوّمات النمو المطرد والمتزايد".
تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية مع الأشقاء والأصدقاء والشركاء
قال عطاف إنّ "الأهمّ في عملية التقييم هذه هو تجلي العقبات التي حالت دون تفعيل بعض المجالس وتدارك العوائق التي حالت دون التئام مجالس أخرى بشكل منتظم، مع الاسترشاد بالنماذج الناجحة التي ساهمت بشكل حاسم في تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية مع العديد من الدول الشقيقة والصديقة والشريكة".
ومن هذا المنظور، أوضح وزير الخارجية: "تأتي أهمية اجتماعنا اليوم، من حيث أنّه يسلط الضوء على الدور المنوط بأحد أبرز آليات الدبلوماسية الاقتصادية، ألا وهي مجالس رجال الأعمال التي تمّ تأسيسها مع العديد من الدول الشقيقة والصديقة والشريكة".
وأبرز عطاف أنّ "هذه الآلية، التي تعتبر حديثة النشأة ضمن تعداد الآليات التي تؤطر العلاقات الاقتصادية بين الدول، أثبتت أهميتها مؤخرا كفضاء رحب يجمع بين الفاعلين الاقتصاديين لتشجيع التواصل والتفاعل بينهم، وتمهيد الطريق من أجل بناء شراكات متبادلة النفع، والفائدة سواء في المجالات التجارية أو الاستثمارية".
الجزائر أنشأت 40 مجلس أعمال في 3 عقود
لفت الوزير إلى أنّ "الجزائر كانت من الدول السباقة قارياً ودولياً إلى استحداث مثل هذه الآليات بدءاً من تسعينيات القرن الماضي، حيث أنشأت إلى غاية اليوم أكثر من أربعين مجلساً لرجال الأعمال، مع الدول العربية والإفريقية والأوروبية والآسيوية ومع دول الأمريكيتين".