تستعيد الجزائر اليوم الذكرى الـ 62 للتفجيرات النووية الفرنسية برقان بالصحراء الجزائري تحت شعار: " شعب واحد يرفض النسيان لجرائم العدوان برقان".
وتأتي هذه المناسبة الأليمة لتؤكد مجددا على بشاعة الاستعمار الفرنسي الذي استمر 132 عاما حيث نظمت عديد الفعاليات بعدد من ولايات القطر للترحم على أرواح الشهداء وإقامة الندوات من أجل استعادة احداث هذه المأساة الانسانية.
وقد دعا عديد الباحثين في مجال التاريخ إلى أهمية مواصلة الجهود لفضح جرائم فرنسا الاستعمارية في حق الشعب الجزائري والمقترفة في إطار هذه التجارب النووية تحت ذريعة اللحاق بنادي الدول النووية.
وأشار هؤلاء الباحثين إلى الأضرار الكبيرة التي لحقت بالطبيعة والتي لا تزال آثارها وبقاياها النووية قائمة لحد اليوم وتتمثل في التشوهات الحركية والعقلية ناهيك عن التلوث الإشعاعي المدمر للبيئة من تربة وماء والثروة الحيوانية، مما جعلها غبر صالحة للعيش والحياة.
وقد كشف المختص في التاريخ الحديث بجامعة أدرار الدكتور عبد السلام كمّون بأن الاستعمار الفرنسي اختار منطقة رقان لإجراء هذه التجارب لبعدها عن وسائل الإعلام وكونها منطقة عسكرية ذات موقع استراتيجي خصوصا وأنها تطل على مستعمراتها في النيجر ومالي وموريتانيا، زيادة على مناخها المعتدل خلال الأشهر الأربعة الأولى من السنة.
وبهذه المناسبة، أشاد عديد الناشطين من الحركة الجمعوية بمنطقة رقان بالدور الذي قام به أفرد الجيش الوطني الشعبي في تطهير مواقع التفجيرات، ودعا هؤلاء إلى أهمية تسليط المزيد من الضوء على آثار هذه التفجيرات وإخضاع المنطقة للدراسة الدقيقة لكشف المزيد من المخالفات وإجبار فرنسا على الاعتراف بها.
وضمن هذا المنظور، أكد مصطفى سعداوي أستاذ التاريخ بجامعة البويرة في تصريح للإذاعة الجزائرية «هذه الجريمة ثابتة ولا يمكن نكرانها ولكننا نستغرب استمرار المستعمر في رفض الإقرار بها وتقديم تعويضات لضحايا التفجيرات" مضيفا " يتعين علينا الاستمرار في المطالبة بالاعتذار وعدم التنازل عن حقوقنا التي لا تسقط بالتقادم وحتما إن لم يتم ذلك اليوم، فسيحدث مستقبلا".
وكان بعض المؤرخين قد أشاروا إلى أن عدد ضحايا هذه التفجيرات النووية تجاوز 10 آلاف ضحية وهو ما يتنافى مع الرواية الرسمية الإستعمارية والتي زعمت بأن منطقة رقان كانت خالية من السكان إجراء هذه التجارب. للإشارة، جدد أساتذة ومؤرخون الدعوة من أجل إدراج هذه التفجيرات ضمن المنهاج الدراسي حتى لا تنسى الأجيال الصاعدة عظمة وتضحيات شهداء ومجاهدي ثورة التحرير الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي لكي تصبح الجزائر حرة ومستقلة وتنعم بالسيادة على أراضيها.